أخبار الآن | المكسيك (أ ف ب)
   
دخل دافيد غوسمان عالم الادمان والسرقة يافعا جدا، لكن بعد تمضيته خمس سنوات خلف القضبان، يبدو هذا المكسيكي البالغ 34 عاما والمحكوم عليه بتهمة القتل مرتاحا لدى رسمه على هذه القطعة الجلدية التي ستصبح قريبا حقيبة فاخرة. يعكُفُ ديفيد على الرَّسْمِ بعنايةٍ على قِطْعَةِ الجِلْدِ هذه… فهي ستُستَخْدَمُ لصنعِ حَقِيبَةِ يدٍ فاخرة.

غيرَ أن ديفيد في السِّجن، وهو يُشِارِكُ مع آخرينَ في مشروعِ "بريزون آرت" أو فَنِّ السجون لإعادةِ تأهيل السجناء. تزيينُ الأكسسواراتِ لتحسينِ أسلوبِ عيشِهِ خلال فترةِ محكوميّتِهِ في السجن، فكرةٌ راقتْ لديفيد الذي سعى جاهداً لاعتمادِ البرنامجِ في هذا السجنِ في شمالِ مكسيكو.

قال ديفيد غوسمان، سجين "لدينا فعلاً حكمٌ بالسجنِ علينا أن ننفذه. لكننا لن نتوقفَ عن التنفسِ وتناولِ الطعامِ والعيش. الحياةُ تستمر، وهذا ما يجعلُنا قادرينَ على القيامِ بما نفعلُه".  كما في كلِّ أسبوع، يُشرِفُ خورخي كويتو، مديرُ مؤسسة "بريزون آرت" على أعمالِ فنّانيه… وهو يَدفَعُ المالَ لكلٍّ منهم في مقابلِ كلِّ قطعةٍ يُنجِزونها، سَواءٌ انتهى بها الأمرُ على رفوفِ متجرٍ كهذا في حيِّ بولانكو الراقي في مكسيكو أم لا. غيرَ أنَّ حقائبَ اليدِ المصمَّمةَ يدوياً سرعانَ ما تباعُ في مقابلِ مئاتٍ عدة من الدولارات.

قال خورخي كويتو، مدير مؤسسة "بريزون آرت" "إنها كذلكَ وسيلةٌ بديلةٌ للمجتمع لمساعدةِ السجناء، فمن يريدُ تقديمَ العونِ من دونِ التبرّع، يكفيه أن يأتيَ لشراءِ شيءٍ ما. هدفُنا صناعةُ منتجٍ عالي الجودة وأنيقٍ الى درجةٍ تدفعُ الناسَ الى شرائه  ".

هذه الفكرةُ راودتْ خورخي قبلَ عامين، عندما كانَ هو نفسُه وراءَ القُضْبانِ بتُهمةِ الاحتيال، قبلَ تبرِئَتِه.فقررَ إطلاقَ مؤسستِه بعدَ الصعوباتِ التي واجهها للاندماجِ مجدداً في المجتمع .

وقد وضعَ قواعدَ صارمةً منذ البداية، فللمشاركةِ في المشروع، على السجينِ عدمُ تعاطي المخدرات والخضوعُ للعلاج ومنحُ نصفِ دخلِه الى أُسْرَتِه. دَخْلٌ يمكنُ أنْ يصلَ إلى أربعِمِئةِ دولار، أي أكثرَ ممّا يُوَفِّرُه أيُّ عملٍ آخرَ في السجن. قالت راكيل ساينز، سجينة : "علينا هنا أن نَعمَلَ ونؤمِّنَ المالَ ونجدَ طريقةً لتَدَبُّرِ أمورِنا لنعيش".

وهذا المشروعُ معتمدٌ حتّى اليومَ في سِتَّةِ سجونٍ مكسيكيةٍ وهو يُوَظِّفُ مئتَينِ وأربعينَ من السجناءِ الحاليينَ والسابقين. أما حقائبُ اليد، فسَتُصَدَّر قريباً إلى الولاياتِ المتحدةِ وأوروبا، ممهورةً بتواقيعِ السجناءِ الذينَ أنجزوا رسومَها خلفَ القضبان.

 

إقرأ أيضاً: 

الحقيقة الكاملة لكشف خرائط غوغل عن "كائن عملاق" قبالة سواحل المكسيك

صفارة لإنقاذ النساء من التحرش في المكسيك