نساء في سوريا تعمّلن في معمل لإعادة تدوير الكرتون

  • يصل عدد العاملات في المعمل إلى 25 سيدة، معظمهن من الأرامل والمعيلات لأسرهن وأهلهن
  • تعاني النساء العاملات من عدم وجود ما يقيهن من الحوادث وقلة المعدات منة الاستخدام
  • سوء الأوضاع المعيشية أجبرت النساء على اختيار هذا العمل الشاق

في ظل الظروف القاسية وغياب المعيل، تبحث النساء عن وظائف وفرص للعمل كي تجني منها أجوراً تساعدهن في حياتهم اليومية، وإعالة ذويهم. كثيرة هي النساء اللاتي فقدن المعيل وتركن في مهب الريح، يصارعن الحياة من أجل لقمة العيش .

سوريا: نساء تحاربن ظروف حياتهن الصعبة وتعملن في معمل لإعادة تدوير الكرتون

نساء سوريات تزاولن مهنا صعبة ليجنين المال

في بلدة الأتراب غرب سوريا، افتتح معمل لـ إعادة تدوير الكرتون، يعمل فيه أكثر من 25 سيدة، معظمهن من الأرامل والمعيلات لأسرهن وأهلهن.

اختار صاحب المعمل الكادر من النساء، ليتيح لهن فرصة عمل تساعدهن على قضاء حوائجهم بالرغم من أنه يعرف أن هذا العمل شاق، لكنه آثر على أن تعمل النساء في هذا المعمل بدلاً من الرجال، لما يرى في ذلك مساعدتهن في تحصيل لقمة العيش.

سوريا: نساء تحاربن ظروف حياتهن الصعبة وتعملن في معمل لإعادة تدوير الكرتون

يعمبن النساء على أدوات خطرة في المعمل

قال صاحب المعمل، عمر العمري: “بعد أن افتتحنا هذا المعمل الذي نقوم فيه بتدوير مادة الكرتون وإعادة تشكيلها، ولكثرة النساء اللواتي يبحثن عن العمل، رأيت أنه من الأصل أن تكون جنسية العمال من النساء، أعرف أن هذا العمل لا يليق بهن، لكن هذا ما أستطيع أن أقدمه لهذه الشريحة من المجتمع، فمعظم النساء هنا بحاجة لدخل يعينهم في احتياجاتهن، ويقيهن سؤال الناس، وبالفعل من يحتاج العمل يبحث عنه ويعمل به وإن كان صعباً”.

سوريا: نساء تحاربن ظروف حياتهن الصعبة وتعملن في معمل لإعادة تدوير الكرتون

النساء يتعاونن خلال العمل كونه شاق جداً

تريد خمس وعشرون سيدة العمل في المعمل، رغم صعوبة العمل به، فكل مرحلة من مراحله، تعتمد على الآلات الضخمة والخطرة، وتحتاج إلى جهد بدني كبير يصعب في بعض الأحيان على الرجال، لكن الحاجة هي ما تدفعهن للعمل وتحمل هذه المشاق كما تقول أم أحمد، والتي تعمل في المعمل:”بعد أن حصلت على هذا العمل هنا على آلة التقطيع ،كان الأمر جداً قاس وخصوصاً أن هذه الآلة بحاجة لقوة أثناء حمل الأوراق والكرتون، ووضعها عليها، لكن مع الوقت تأقلمت مع هذا العمل وبات روتينياً. في الحقيقة، هذا العمل لا يصلح له إلا الرجال، لكن سوء الأوضاع المعيشية هي ما أجبرني على العمل و خصوصاً أن أولادي ووالداي ليس لديهم معيل سواي”.

 

لم يكن العمل قاس وصعب فحسب، بل تعدى ذلك لعدم وجود عوامل أمان وسلامة تقي العاملات من أخطار الآلات. فأي خطأ في المعمل، قد يكلّف العاملة على الآلة طرفاً أو إصابة ترافقها مدى الحياة. إضافة للوقت الطويل الذي تقضيه النساء في العمل. مما يجعل التوفيق بين العمل والمسؤوليات في المنزل أمر في بالغ الصعوبة، فمعظم النساء اللاتي يعملن في المعمل هناك من ينتظرهن في المنازل كما وصفت أم محمد:

“جميع الآلات التي نعمل عليها جداً خطرة، فمنها ما تقوم بالقطع وأخرى للكبس، وليس هناك ما يقينا من الحوادث سوى أن نكون حذرات أثناء العمل لأن خطأ قد يؤدي إلى دهس أو قطع الأيدي، ولو حصل لا قدر الله، سيسبب إعاقة مدى الحياة وهذا أمر مخيف جداً”

أم محمد

عاملة في المعمل

وتواصل أم أحمد حديثها عن المسؤوليات المرماة على عاتقها: “بعد ساعات طويلة من العمل، أذهب إلى المنزل حيث ينتظرني أولادي، وأقوم على خدمتهم بعد أن تركتهم في المنزل، وأعد لهم الطعام ،وأتابع أحوالهم وما يحتاجونه رغم الإرهاق الذي ينال مني في العمل. كل ذلك من أجل أن لا يحرموا من شيء طالما أنا على قيد الحياة”.

سوريا: نساء تحاربن ظروف حياتهن الصعبة وتعملن في معمل لإعادة تدوير الكرتون

النساء يعملن بحذر أثناء استخدام المعدات

مع غياب المعيل وقلّة فرص العمل التي تناسب النساء، يلجأن النساء في مناطق شمال غرب سوريا إلى مزاولة مهن صعبة، يزاحمن فيها الرجال في سوق العمل، لكن الحاجة الملحّة تدفعهن لمثل تلك الأعمال، على أمل ان تحظى النساء في هذا المجتمع بحقوقها عبر وظائف تليق بها وتناسبها .