أخبار الآن| رويترز (رويترز)

بينما كان ينزلق بكرسيه المتحرك داخل ملعب لكرة السلة جرى تحويله إلى ستوديو للرقص، لم يكن يخطر على بال الشاب السوري سامر صوّان أبدا في أن الرقص سيصبح هوايته المفضلة.

فقبل أن يفقد القدرة على المشي في حادث سيارة العام الماضي، كان صوّان يستمتع بممارسة السباحة، تلك الرياضة التي أجبرته الإعاقة على التخلي عنها.

وأوضح الشاب السوري أن ورشة تعلم الرقص التي مولها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دمشق الأسبوع الماضي ساعدته على الشعور “بالسعادة والراحة” مرة أخرى.

وقال صوّان “أنا كانت هوايتي السباحة وكنت أحبها كتير، بس بعد ما صار معي حادث وصرت ع كرسي متحرك فُت (دخلت) بمجال الباسكيت (كرة السلة) وهلق (الآن) هوايتي هي الرقص وبعد تجربة لأول مرة. كتجربة حسينا (شعرنا) بالسعادة، حسينا بالراحة النفسية، بالانسجام مع الأشخاص الآخرين وباتمنى يستمر هاد الشي أكثر من هيك”.

وتهدف الورشة التي تولى تدريب المشاركين فيها مدرب الرقص الإيطالي جوزيبي ماسكيلو إلى تحسين الحالة الجسدية والنفسية للسوريين من ذوي الإعاقة.

وقال ماسكيلو “… جميعهم معتادون على ممارسة الرياضة، لهذا السبب لم أواجه صعوبات. بعضهم يلعب كرة السلة ولهذا كان الأمر سهلا بالنسبة لي”.

وممارسة الرقص في قاعة أمر ليس سهلا للطالب العادي، لكن الطبيب ومدير مشروع دعم الأشخاص ذوي الاعاقة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لؤي فلوح قال إن ذلك ساعد بعض الطلاب على المشاركة في أنشطة رياضية أخرى.

وقال فلّوح “ما باخفيك اننا كنا متخوفين من الفكرة إنها جديدة، بس من أول لحظة حسينا إن الكل كان حابب الفكرة، الكل كان جاي متحمس. الأشخاص كلهم ناشطين، عندهم نشاطاتهم الاجتماعية الخاصة، عندنا لاعبين رياضيين، لاعب كرة سلة ولاعب كرة ريشة، فهن اللي أضافوا لها الدورة وخلوها تظهر بها المظهر الحلو والسلس، تفاعلهم كان رائع”.

وأوضح فلوح أن الورشة جذبت عددا كبيرا من المتطوعين السوريين ذوي القدرات.

ونُظمت في إطار ورشة العمل التي استمرت خمسة أيام، وشملت 12 دورة، دورات لتعليم البينج بونج والكرة الطائرة، إضافة إلى الرقص.

وأضاف الراقص سامر صوّان “نحنا بها الوضع ما فيه شيء مستحيل، أنا كشخص سليم أو على كرسي، فما عندي شيء مستحيل. فيني أرقص متل السليم وأحس بشعوره وهو يحس بشعوري وطريقة التعامل مع أنثى كذكر أتعامل مع أنثى بالرقص، بالانسجام”.

وقالت الراقصة المعاقة نور الحلبي “نحنا إيجابيين ومتصالحين مع حالنا، بس شي حسسنا أكتر إنه نحنا متل باقي الأشخاص الأسوياء (العاديين)”.

ويفيد مسح لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) عام 2019 أن 27 في المئة من السوريين يعانون من إعاقة. وزاد المعدل في البلاد منذ بدء الحرب بها في 2011

(مصدر الصورة: رويترز)

للمزيد:

60.1 مليون دولار إيرادات الجزء الجديد من أفلام جومانجي