أخبار الآن | الولايات المتحدة – dailymail – DW
اختارت مجلّة “تايم” الأمريكية الناشطة السويدية من أجل المناخ غريتا تونبرغ، لتحمل لقب شخصية العام 2019، وحملت الصفحة الأولى من المجلّة عنوان “قوة الشباب”.
وأصبحت تونبرغ (16 عاماً) وجه حركة الشباب المعنية بالمناخ، وقد جذبت الكثير من الحشود في إحتجاجات ومؤتمرات على مدار العام ونصف العام الماضيين. ولاقى تحرّك تونبرغ الكثير من الترحيب من قبل الناشطين، خصوصاً أنها أطلقت خطباً نارية تحدّت فيها زعماء العالم لبذل المزيد من الجهد في مجابهة الإحتباس الحراري. وقال رئيس تحرير مجلة تايم إدوارد فيلسنثال لبرنامج توداي: “أصبحت تونبرغ أكبر صوت في أكبر قضية تواجه الكوكب هذا العام”.
وكانت غريتا تونبرغ مجرد فتاة تعتصم أمام مبنى برلمان ستوكهولم، مجهولة الهوية قبل عام فقط، لكنها أصبحت تجسد الضمير الحي للمناخ العالمي، وباتت صوت جيل جديد غاضب إزاء تقاعس المسؤولين. وبدأت تونبرغ نشاط “الإضراب المدرسي من أجل المناخ“، مسلحة فقط بلافتة من الكرتون. وسرعان ما جذبت اهتمام الإعلام السويدي ثم العالمي، وبعد أشهر باتت هذه الفتاة التي تعاني من متلازمة آسبرغر بمثابة رمز الدفاع عن الكوكب الأزرق.
وتحت عنوان “جمعة من أجل المستقبل”، نزل ملايين الشبان حول العالم قبل قمة الأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر 2019، التي توجهت إليها تونبرغ عبر السفينة لتفادي تلويث البيئة بالتنقل بالطائرة. وهناك، وجّهت تونبرغ خطاباً إلى قادة العالم قالت فيه: “كيف تجرؤون؟ سرقتم أحلامي وطفولتي بكلامكم الفارغ”. وبحراكها، ساهمت تونبرغ في جعل مسألة التغير المناخي أمراً طارئاً، وفي صلب الإهتمام الأوروبي والعالميّ.
لمحة عن غريتا تونبرغ
وولدت غريتا من أم مغنية في الأوبرا وأب ممثل سينمائي عام 2003، وعانت منذ سنواتها الأولى من حالة صحية صعبة، حيث أكد الأطباء أنها تعاني من مجموعة من الأمراض المستعصية مثل متلازمة أسبرجر، واضطراب الوسواس القهري، والطفرة الانتقائية، وهو ما دفع والديها لمنحها اهتماما أكبر.
وفي مايو/أيار 2018 وبمساعدة والديها، ربحت غريتا مسابقة لكتابة موضوع حول المناخ، نظمتها صحيفة سويدية للطلاب، كي يعبروا عن مخاوفهم من التغيرات المناخية التي يشهدها العالم. وبفضل الجائرة، تعرفت غريتا بالناشط بو توران، المدافع عن البيئة والعضو في جمعية “فوسيل فري دالسلاند” السويدية.
وساهم هذا اللقاء في تغيير حياتها، حيث قررّت في آب/أغسطس 2018، عدم الذهاب إلى مدرستها في ستوكهولم حتى إجراء الانتخابات العامة في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، احتجاجاً على عدم التزام بلادها باتفاقية باريس للمناخ التي تهدف إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ومن ذلك الحين، بدأت غريتا اعتصاماتها أمام البرلمان السويدي كل يوم جمعة خلال ساعات الدراسة لمدة 3 أشهر، ودعت التلاميذ إلى مناصرتها. ومع بروز اسمها في الأوساط الإعلامية والسياسية، تصدرت وسما عن البيئة في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وخلال أيام الإضراب، كانت تونبرغ تحمل لافتة مرسومة بأحرف سوداء على خلفية بيضاء تقول “إضراب مدرسي من أجل المناخ”. ومنذ ذلك الحين، وهي لا تكف عن نشاطاتها، حيث خاطبت رؤساء الدول في الأمم المتحدة، والتقت بابا الفاتيكان، واختلفت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتمكنت من إقناع 4 ملايين شخص للانضمام إلى إضراب المناخ العالمي في 20 سبتمبر/أيلول 2019 في ما اعتبر أكبر مظاهرة مدافعة عن المناخ في تاريخ البشرية.
و|ختار معجم “Collins Dictionary” عبارة غريتا المفضلة والمبتكرة “ضربة المناخ” كلمة العام. وساهم تأثير تونبرغ في إقدام مجموعة من الشباب مدافعة عن البيئة على تنظيم إضرابات طلابية في 270 مدينة في مختلف بلدان العالم.
وتسلمت تونبرغ خلال العام الجاري، “جائزة الحرية” من عمدة مدينة كاين الفرنسية التي ترمز لتضحيات قدامى المحاربين الفرنسيين عام 1944 في مواجهة النازية. وتبرعت تونبرغ بقيمة الجائزة البالغة 25 ألف يورو، لأربع جمعيات تعمل على الحد من التغيير المناخي.