أخبار_الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (رويترز)

كرست العراقية زينب مبارك سنوات عمرها الأربعين الماضية لرعاية الأطفال اليتامى في نفس الدار التي تربت هي فيها قبل عقود.

كانت زينب البالغة من العمر الآن 65 عاما فقدت والديها وهي لا تزال صبية في السابعة عشرة ونقلت إلى دار للأيتام تديرها الحكومة في مدينة الناصرية في جنوب البلاد لتصبح ملجأ ومأوى و‬منزلا لها من تلك اللحظة حتى اليوم.

ومنذ عام 1979، ساعدت زينب في تربية مئات الأيتام الذين أصبح بعضهم مهندسين وأطباء ومعلمين.

وتقول زينب “أنا (أعمل) هنا منذ 40 عاما.. منذ عام 1979 وحتى الآن. الكثير من الناس الذين كانوا في دار الأيتام، تخرجوا كمهندسين وأطباء ومعلمين. جيل بعد جيل قد تخرج من هذا الملجأ. أستطيع أن أقول إن حوالي 500 إلى 600 تلميذ قد تخرجوا. وما زلنا نستقبل الأيتام”.

وتضيف “سمعت أن هذا الدار مفتوح للأيتام، خاصة وأنني يتيمة، لذلك قررت أن أذهب للعيش هناك. وعندما انضممت إلى دار الأيتام لم أواجه أي مشقة. لكنني شعرت بالراحة. لقد نسيت المآسي التي واجهتها. لقد عشت معهم حياة جميلة”.

وبعد أربعة عقود، ما زال كثيرون ممن كانت ترعاهم في الدار يعودون لزيارة المرأة التي يعتبرونها أما لهم.

ومن هؤلاء فرقد أحمد، الذي صار الآن مدرسا في دار الأيتام نفسها، بفضل الدعم المعنوي والتعليمي وحتى المادي الذي كانت زينب تقدمه له.

إنها قصة حب وعطاء ووفاء يلخصها فرقد بوصفه لزينب بأنها “الأم المثالية”.

ويقول أحمد “منذ أن انضممت إلى دار الأيتام، وجدت (زينب مبارك). لقد قدمت لي خدمة جيدة معنويا وماليا. بالإضافة إلى ذلك، كانت تتابعني عندما كنت طالبا. كانت تحثني على المضي قدماً في دراستي. الحمد لله، أنا الآن معلم.. بسبب جهودها، مهما شكرناها، فلن نكون منصفين معها. إنها حقًا أم مثالية”.

وعلى الرغم من أنها تقاعدت رسميا قبل ثلاث سنوات، إلا أنها اختارت مواصلة العمل في دار الأيتام لرعاية ما يقرب من 30 يتيما مسجلين حاليا في المؤسسة.

وتقول زينب “أنا أعتبر هذا الدار كما لو كان منزلي. إنها تحتضنني وتحتضن الأيتام. الآن أصبحت امرأة عجوز. لقد كنت في هذا الدار وبقيت به وسأواصل رعاية هؤلاء الأيتام”.

إقرأ أيضا:

تسجيل على الإنترنت غير حياة مشردة بسبب صوتها المميز