أخبار الآن| طرابلس – ليبيا – (رويترز)

شرعت الليبيات في تحدي أقسى الظروف التي تعيشها البلاد منذ سنوات، لخلق واقع أفضل في ظل استمرار الأزمة النقدية في البلاد وغياب الدعم سواء من الجهات الحكومية أو من البنوك التي تراجع دورها بمنح قروض تطوير المشاريع الصغيرة.

وعندما بدأ التضخم في التهام راتبها الذي تدفعه الدولة، بدأت المهندسة المعمارية والأستاذ المساعد الليبية سهام صالح في بيع رسومات عبر الإنترنت لتغطية نفقاتها.
وانضمت سهام إلى عدد متزايد من النساء الليبيات اللائي بدأن مشاريع ناشئة في ليبيا وأسست مشروع “نقشة” لبيع رسوماتها عبر شبكة الإنترنت.

وعن مشروعها الجديد تقول سهام صالح، مؤسسة مشروع نقشة، “كان كلها رسومات تعبيرية عن الوضع الحالي في ليبيا. حسيت شوية الموضوع كئيب إني قاعدة ننقل في الأوضاع الحالية، فبيني وبين نفسي قلت علاش منغيرش الخطة هدا وندخل البهجة لنفسي وللناس الموجودين في صفحتي. فقعدت نرسم في شخصيات طريفة شوية للهوية الليبية، كنت مركزة على موضوع الهوية الليبية وكيف نقدر نعزز مفهوم الهوية الليبية. وشوية بشوية يتبلور إنه أصبح المشروع عنده أهداف وعنده رؤية إن شاء الله مستقبلية بحيث إن الهدف الرئيسي في المشروع هو الحفاظ على الهوية الليبية وتعزيزها، إدخال البهجة لقلوب الليبيين، إضافة إلى إن هو يكون بيزنس يعني”.

وفيما يتعلق بالمصاعب التي تواجهها هي وغيرها من النساء العاملات في مشاريعهن الخاصة تضيف سهام “خلينا نقولوا الصعوبات والتحديات اللي قاعدة تعيق فينا هي أبرزها ممكن انقطاع الكهرباء، عدم توفر السيولة في المصارف، مثلا طريقة أو أسلوب التسويق. الحمد لله هو كان فيه إقبال أنا عندي تجربة سابقة في رمضان كان فيه إقبال للناس، لكن الناس اللي تسكن في مدن تانية زي مثلا مدينة بنغازي، كان فيه عندي طلبيات من مدينة بنغازي والزاوية وكده، كان فيه صعوبة في التنقل وصعوبة إني نقدر ندير توصيل ليهم. والسبب طبعاً نتيجة لعدم سهولة الحركة الحالية يعني”.

ومن جانبها تقول ياسمين خوجة وهي مديرة حاضنة أعمال خاصة بالمرأة إن النساء نادرا ما يشغلن وظائف خارج قطاعات مثل التدريس، لكن الحاجة إلى مزيد من الدخل للأسرة غيّرت الوضع.

وأضافت “عندنا مجموعة من التحديات. البعض منها نقدروا كيف نحلو والبعض الآخر مع الأسف مفيش زي الوضع السياسي والأمني، فهذا اضطرينا نوفقه أكثر من مدة مشاريعنا ونشاطاتنا، هذا مع الأسف مفيش كيف ينحل. الحاجات التانية، الوضع الاقتصادي أو النظام الإداري الليبي. مع الأسف، معظم المشاريع تحتاج لدعم مادي، إحنا كمنظمة مجتمع مدني منقدروش نقدموا الخدمات هذي، لكن كنظام إداري ما زال واقف (بسبب) للأحداث السياسية، فالبنوك ما تعطيش قروض، فهذا يخلي المشاريع تقف ما تقدرش تتكبر (تتوسع) وإن هي تقدر توظف نساء تانيين أو شباب”.

وفي حين أن مشروع “نقشة” الخاص بسهام لا يزال في مراحله الأولى، هناك مشاريع أخرى ناشئة تنمو سريعا مثل ذلك الخاص بنجوى شكري. وبدأت نجوى في تصميم الملابس من المنزل في عام 2016، وبيعها عبر الإنترنت.

وبات لديها، مع خمس نساء أخريات، ورشة تبيع 50 قطعة شهريا وتخطط لفتح متجر في العام المقبل في شارع الجرابة، وهو شارع التسوق الرئيسي في طرابلس.

وليصبح المتجر ناجحا، يجب أن يرتفع إنتاج الورشة إلى 150 قطعة شهريا. وساهم شقيقها وعائلتها في استثمارات قدرها عشرة آلاف دينار.

Getty Images

المزيد:

مبادرة تسمح للسجينات الليبيات بلقاء اهلهن في سجن الجديدة