أخبار الآن | عمان – الأردن (رويترز)

في صالة رياضية مضاءة بمدرسة ثانوية في العاصمة الأردنية عمان، يمكن رؤية مجموعة من الشباب يتقلبون على الأرض, ويوجهون ضربات ويمارسون تقنيات أخرى يعرفها كل لاعب لرياضة جو جتسو. والشيء الوحيد المختلف هنا هو أن هؤلاء الفتية من ذوي الإعاقات البصرية.

الشباب هم أعضاء في أول فريق جو جتسو للمكفوفين في الأردن، حيث جرى تشكيل الفريق منذ أربع سنوات في مدرسة للمكفوفين بالعاصمة الأردنية, بهدف تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم.

وعن ذلك يقول طالب معاق بصرياً يدعى عبد الله باسم (١٥ عاماً) “الكفيف هو مو شايف قدامه بس هو جسمه، عقله، كله موجود. المشكلة بس إنه هو عنده مشكلة بالنظر أو هو كفيف، فإن هو شخص طبيعي عادي بيروح، بيجي، بيتنقل من مكان لوين ما بده، بيدرس، بيتعلم، بينجح، وبيتفوق على الناس، وبرضه كمان بيدخل رياضات. فهي الرياضة المناسبة لنا كمان، هي الجو جتسو”.

ورياضة جو جتسو فن من الفنون القتالية للدفاع عن النفس. وباستخدام تقنيات جو جتسو يمكن لشخص أضعف أن يتغلب على خصم أقوى بنجاح.

وانتشرت النسخة الحالية من هذه الرياضة أوائل التسعينيات عندما فاز اللاعب رويس جريسي بالعديد من بطولات القتال النهائي في الولايات المتحدة.

وعُرفت رياضة جو جتسو منذ ذلك الحين في الأردن، حيث انتشرت عشرات الصالات التي تقدمها في أنحاء البلاد خلال الخمسة عشر عاما الماضية.

لكن هذا هو أول فريق لهذه الرياضة يتكون من أشخاص ذوي إعاقة في المملكة الأردنية.

وقال عبد الفتاح جابر (٢٥ عاماً) مدرب الفريق “إحنا بشكل عام الرياضة حبينا كلها ندخلها، نؤقلمها مع الاحتياجات الخاصة البصرية، وهاي الرياضة هي رياضة جمالية، حسينا إنها بتتأقلم مع الطلاب لأنها رياضة بتتمارس عن قرب والطلاب أحبوها وهي رياضة جميلة جداً”.

وقال فتى معاق بصرياً يدعى عمر أحمد قوقازي (17 عاماً) إنه وجد الرياضة المثالية له ولأقرانه المصابين بإعاقة بصرية.

وأضاف “طبعاً أكيد شعور رائع إني أشارك بهيك أشياء، وفيه كتير انجازات بأقدر أنا أحققها عادي تمام، مش إنه أقدر أوقف بمكان واحد، أظل صاعد لفوق دائماً”.

وقال أحمد جابر عوض (١٧ عاماً) “بأحكي لذوي الإعاقة ما يكون عنده الخوف، يدخل في أي نشاط إذا ذوي إعاقة أو مبصر، يكسر حاجز الخوف ويثبت حاله للناس”.

وأوضح المدرب جابر أن الفريق شارك في عشرات البطولات على مدار العامين الماضيين وفاز بميداليات ذهبية وفضية.

ويتركز حلم أعضاء الفريق حالياً على أن يعترف الاتحاد الأردني لألعاب القوى بهم رسميا.

ويقول المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين إن ذوي الإعاقة يمثلون نحو 13 في المئة من سكان الأردن.

ودعا المجلس في الآونة الأخيرة إلى سن قوانين جديدة تأخذ في الاعتبار المصاعب المادية والاجتماعية التي تعيق قدرتهم على أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي.

اقرأ المزيد:

لبنان: مشغل ملابس يبث روحاً جديدة في الملابس القديمة