أخبار الآن | القاهرة – مصر – (رويترز)

يستخدم مصنع مصري الزجاجات البلاستيكية المُعاد تدويرها في إنتاج ألياف من البوليستر كبديل أرخص للقطن، بعد أن شهد القطن المصري تراجعا كبيرا.

ومصنع الفراعنة للألياف الصناعية من بين عدد قليل من مصانع إعادة التدوير الناشئة التي تعيد استخدام الزجاجات البلاستيكية في إنتاج الألياف التي تستخدم بعد ذلك في صناعة أقمشة البوليستر.

وأصبح تصدير القطن المصري، الأشهر في الأسواق العالمية والناعم كالحرير، نادرا بعد تراجع إنتاجه على مر السنين.

وانخفض الإنتاج بشكل كبير منذ عام 2011.

وفي عام 2016، بلغ انتاج القطن المصري طويل التيلة ذي الجودة العالية أدنى مستوى له خلال أكثر من 100 عام.

وقال أحمد جميعي نائب رئيس مجلس إدارة مصنع الفراعنة للألياف الصناعية “أنت فيه نسبة كبيرة من استهلاك القطن بقى (أصبح)، الأراضي هنا أهه، أولا في مصر القطن بدأت زراعته تقل كتير قوي في مصر، وابتدأ يقل في العالم كله، فده بقه بيسموه بديل القطن. بيستعملوه بديل القطن، في حاجات كتير جدا بديل القطن”.

وعلى الرغم من الجهود الحكومية التي ساعدت في الآونة الأخيرة على تعزيز الإنتاج، فإن شركات النسيج تقول إن شراء القطن لا يزال مكلفا. وهذا هو الذي يجعلها تستخدم ألياف البوليستر كبديل للقطن لسد تلك الفجوة.

ويقول مصنعون إن الطلب يزيد على البوليستر، المصنوع من الألياف المعاد تدويرها، في السوق وإنه يضاف إلى الأقمشة، التي كانت تصنع من القطن الخالص، وتستخدم في صناعة المنسوجات.

ويرى أصحاب مصانع إعادة التدوير أن هذا القماش الأرخص يمكن أن يملأ فجوة العرض الناجمة عن تراجع صناعة القطن التاريخية في مصر.

وقال إياد محمد حسن، رئيس مجلس إدارة مصنع الفراعنة للألياف الصناعية “لازم الناس تبقى عارفة قيمة القزازة (الزجاجة) دي، القزازة دي أنت ممكن تلبس منها، وأنت مش متخيل إن أنت بتلبس من القزازة دي، بتعمل منها بدل (حُلل)، بتعمل منها قمصان، بتعمل منها بنطلونات (سراويل) لأن بيبقى فيها نسبة البوليستر، ده البوليستر اللي هو المفروض، وخلي بالك دي من نفس الجينات بتاعة اللي هي الطبيعي، لكن بدل ما بتترمي (تُلقى بعيدا) إحنا بنستخدمها بسعر أرخص، تقدر تجيب مثلا بنطلون عليه نسبة بوليستر أنت ما تعرفش إذا كانت ريسايكل (معاد تدويرها) ولا مش ريسايكل، وخلي بالك الحاجات دي كلها لها شهادات. يعني مفيش ناس بتاخد الشغل ده إلا لما بيكون طالع لها شهادة إن الحاجات دي صحية وإن الناس تقدر تلبسها بدليل إن أنت بتشرب منها”.

وبدأ المصنع الإنتاج العام الماضي، وبلغ إنتاجه 1800 طن من الألياف شهريًا.

وتمثل شركات النسيج التي تبيع ملابس رخيصة مصنوعة جزئياً من البوليستر العملاء الأساسيين لهذا المصنع.

ويقول مديرون في مصنع إعادة التدوير إنهم يحتاجون إلى دعم الدولة، خاصة من خلال فرض قيود على الواردات التي يمكن أن تنافس الألياف المعاد تدويرها.

وقال أحمد حسن مدير الإنتاج في مصنع الفراعنة “إحنا عندنا الأيدي العاملة ماهرة، كويسة، فالمصنع مفيش فيه أي حد غريب، يعني مفيش فيه أجانب، مفيش فيه صينيين. المصانع اللي في مصر معظمها كده، الخامة عندنا متوفرة بكثرة، ولكن محتاجة إن الدولة ترعانا شوية في حتة الخامة دي، يعني تقفل لنا موضوع الاستيراد ده وتقنن المصانع بتاعة التصنيع بتاع الخامة اللي بتيجي لنا، مش كلها مصانع رسمية، فيه مصانع غير رسمية. إحنا عايزينهم يشتغلوا رسمي عشان أنا لما آجي أتعامل معاهم أتعامل معاهم بفواتيري، فكل حاجة راجعة للدولة برضه (أيضا)، ما الدولة بتستفيد، كل دي ضرائب وعوائد، كل دي حاجات أنا حأستفيد منها، أنا كمواطن مش كمُصنع كمان”.

ولتصنيع الألياف يتم تقطيع الزجاجات البلاستيكية ثم صهرها قبل تحويلها إلى خيوط.

وتدور الخيوط في آلة حيث يُسكب عليها ماء ساخن بهدف تنظيفها، ثم يتم مطها وتجفيفها وتحويلها أخيراً إلى ألياف تشبه الفراء.

 

اقرا ايضا: مصر تعتزم إنشاء أطول برج في أفريقيا