أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

تستمرُّ أبحاث العلماء في دراسة ماهية الكويكب الغامض “أوماموا” الذي ظهر بين النجوم في النظام الشمسي. واعتبر الباحثون أن هذا الكويكب غريبٌ كثيراً، ويأتي مخالفاً لكل الإكتشافات السابقة المتعلقة بالكويكبات.

وكانت وكالة “ناسا” أكّدت أن “هذا المذنب هو كائن صغير للغاية”، ولفتت إلى أنه “في تشرين الثاني 2017، وجه العلماء تلسكوب سبيتزر الفضائي التابع للوكالة باتجاه الجسم الغريب. إلاّ أن ولشدة حجمه الصغير، فإنّ هذا التلسكوب الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، واجه صعوبة في تحديد حجمه”.

ولكن ماذا اكتشف هذا التلسكوب بالنسبة لـ”أوماموا”؟

قبل عقدٍ من الزمن، توقعت دراسة بحثية وجود وفرة من الكويكبات البينجمية صغيرة الحجم بشكل كبير، الأمر الذي يعني أنّ الكويكب أوماموا هو جزء من مجموعة عشوائية من الكائنات تعيش بين النجوم.

ووفقاً للدراسات، فإنّ كل نجم في مجرة درب التبانة، يطلق 1015 جسماً من هذه الكويكبات كـ”أوماموا” خلال فترة حياته.

إلاّ أنه ووفقاً لمعطيات التلسكوب، فقد وجد العلماء 6 أمورٍ غريبة بشأن هذا الكويكب، وهي:

– من المفترض أن يخضع “أوماموا” لمعيار LSR الذي يدل على حركة متوسط الأجسام في مجرة درب التبانة بمحاذاة الشمس. إلا أن الكويكب يتميز بحركته البطيئة، كما أنه يخضع للإطار المثالي للتمويه، أي أنه يخفي أصله المرتبط بنجم معين.

– معظم الكويكبات البينجمية تنفصل عن نجمها الأم وتنطلق نحو أطراف نظام الكواكب عند الولادة، بحث تصبح حرّة وغير مقيّدة بجاذبية النجم. ولذلك، فإنّ هذه الأجسام لديها سرعة دفع صغيرة تقل عن كيلومتر واحد في الثانية. أما إذا كان  “أوماموا” يأتي من نجم نموذجي ، فيجب أن يكون قد تمّ إطلاقه بسرعة كبيرة بشكل غير معتاد، ومن المفرض أن تكون سرعة الإطلاق مساوية ومناقضة لسرعة نجم الأم. ولذلك، فإنّ الأصل الديناميكي لـ”أوماموا” غريب للغاية.

– لـ”أوماموا” شكل ممدود للغاية بطول يبلغ من 5 إلى 10 مرات على الأقل أكبر من عرضه المتوقع، وهو الشكل الأكثر تطرفاً من جميع الكويكبات التي سبق أن رأيناها في النظام الشمسي.

– لم يكتشف التليسكوب “سبيتزر” الذي أطلقته ناسا أي حرارة على شكل الأشعة تحت الحمراء من “أوماموا”. وبالتدقيق في درجة الحرارة السطحية التي يفرضها مسار أوماموا بالقرب من الشمس، فإنّ حجمه يساهم في درجة إشراق غير عادية، لا يقل عن 10 أضعاف ما أظهرته الكويكبات الأخرى في النظام الشمس.

– بسبب جاذبية الشمس وحدها، انحرف “أوماموا” عن مساره، الأمر الذي يترك تغييرات عديدة. وتظهر المذنبات مثل هذا السلوك عندما يتبخر الجليد على سطحها، الأمر الذي يعطيها قوة دفع إضافية. ويمكن أن يكون الدفع الإضافي لـ”أوماموا” نشأ بسبب الغازات التي نشأت بفعل تبخر الجليد على سطحه. ومثل هذا التبخر الضخم، من الطبيعي أن يؤدي إلى ظهور ذيل مذنب، إلا أنّ هذا الأمر لم يحدث بالنسبة لـ”أوماموا”. تستبعد نتائج تحليل تيلسكوب سبيتزر إمكانية وجود هذه الغازات بالسنبة لـ”أوماموا”، وإلا فإن فترة دورانه قد ستتغير. وبالتالي، فإنه لا يبدو أن المذنب الغامض نموذجي. ولكن ما يمكن استنتاجه أنّ الدفع الإضافي الذي حصل مع “أوماموا” قد يكون ناجماً عن الضغط الإشعاعي من الشمس.

وفي هذا الصدد، قال ديفيد تريلينج، المؤلف الرئيسي لدراسة “أوماموا” وأستاذ علم الفلك في جامعة شمال أريزونا: “لقد كان أوماموا مليئاً بالمفاجآت منذ اليوم الأول. لذلك كنا نتوق إلى رؤية ما قد يظهره سبيتزر، وحقيقة أن أوماموا صغير جداً للاكتشاف بواسطة سبيتزر تعدّ في الواقع نتيجة قيمة للغاية”.

وبحسب الباحثين، فإنّ “المذنب يأتي على شكل سيجار ربما يكون طوله أقل من نصف ميل (2600 قدم أو 800 متر).

وكانت دراسة كشفت أنّ “الكويكب هو أول كائن بين النجوم، وقد حلل ماركز هارفرد سميثسونيان للفيزياء الفلكية الشكل الغريب للجسم، بالإضافة إلى الزيادة غير المتوقعة في السرعة والتحول في المسار، أثناء مروره عبر النظام الشمسي الداخلي، العام الماضي”.

مصدر الصورة: scientificamerican

للمزيد:

زائر غريب في الفضاء يثير اهتمام علماء الفلك

جسم غريب بحجم مبنى مرّ بجانب الأرض.. والعلماء محتارون