أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)

في الوقت الحالي، تبلغ الرغبة في خوض تجارب الواقع الافتراضي أعلى ذروة لها على الإطلاق، ما يدفع عجلة الابتكار في هذا القطاع بوتيرة متسارعة للغاية. إضافة إلى تكنولوجيا الواقع الافتراضي البسيط، نحن نشهد إحراز تقدم أيضاً في كل من الواقع المعزز، والواقع الممزوج، وهو نمط ناشئ من الواقع الهجين حيث يمكنك أن تتفاعل مع كائنات رقمية باستخدام أشياء مادية حقيقية من حولك، ما يسمح لك على سبيل المثال: بأن تضرب كرة افتراضية باستخدام مضرب حقيقي للبيسبول.

اقرأ أيضا: تعرف على أبرز الابتكارات العلمية و التكنولولجية في عام 2016

ولكن، متى قمنا للمرة الأولى بتصميم شاشات قابلة للارتداء يمكنها أن تنقلنا إلى عوالم أخرى؟ يقال: إن الكاتب والمخترع الأمريكي هوغو جيرنسباك قد صنع أول جهاز ترفيهي مخصص للعينين، وكان أقرب لنظارات الواقع الافتراضي الحالية.

جيرنسباك هو نفس الشخص الذي أنشأ مجلة الخيال التصوري الرائعة "قصص مدهشة" عام 1926، والتي قام ستيفن سبيلبرغ لاحقاً بتحويلها إلى مسلسل تلفزيوني. كما أنه المسؤول عن استحداث مصطلح "خيال علمي"، والذي أشار إليه في البداية باسم يجمع كلمتين معاً "خيال-علمي: ساينتيفيكشن". ونتيجة لذلك، يشار إلى حفل توزيع الجوائز السنوي للجمعية العالمية للخيال العلمي باسم "جوائز هوغو".

عام 1936، قام جيرنسباك بابتكار تصميم لنظارات التلفاز أو "تيلي آي جلاسز"، وهي تلفاز محمول بحجم الجيب، يعمل بالبطاريات، مع شاشة منفصلة لكل عين، يشبه إلى حد كبير نظارات الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد في يومنا هذا. لقد قدم الجهاز في ذلك الوقت تجربة وصفتها مجلة الحياة بأنها "إحدى تجارب المريخ الجديدة". تلك النظارات التي لم يتجاوز وزنها 140 غراماً "أقل من ثلث الرطل بقليل"، كانت تحتوي في داخلها على أنابيب صغيرة للأشعة المهبطية، ويبرز من سطحها العلوي زوج من الهوائيات "كالتي نجدها على سطح التلفاز التقليدي القديم"، حيث وعد جرينسباك حينها بأنها لن تشكل أي خطر يتعلق بالصعق الكهربائي… بعد الآن.

عقود من الابتكارات

بلا شك، لا يمكن مقارنة ابتكار جيرنسباك تماماً مع نظارات الواقع الافتراضي الحديثة – فقد كان في حقيقة الأمر مجرد تلفاز صغير قابل للارتداء – ولكنه بالنسبة لشيء تم تصوره في ثلاثينيات القرن الماضي، لا شك أنه أمر يثير الكثير من الإعجاب. مع ذلك، تتميز تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز اليوم بأنها أكثر إثارة للإعجاب بكثير، ويبدو أن كل يوم جديد يمر يتحقق معه تطور جديد يجعلها أكثر إثارة للإعجاب مما سبق.

في أواخر عام 2016، أصبحت نظارات HTC Vive تعمل بتقنية الاتصال اللاسلكي، متيحةً لعشاق الواقع الافتراضي التحرر من الربط السلكي بمنصات العمل، مع إمكانية العمل لتسعين دقيقة اعتماداً على البطارية فقط، وتعمل أوكولوس حالياً على تطوير نموذج أولي لنظارة واقع افتراضي يمكنها أن تعمل دون الحاجة إلى وصلها بأي منصة برمجية على الإطلاق. تبحث العديد من الشركات سبل دمج تكنولوجيا اللمس في أنظمتها، والذي لا يسمح للمستخدمين برؤية العوالم الافتراضية والاستماع إليها فحسب، بل الإحساس بها أيضاً، حتى إن بعض الشركات توفر للناس إمكانية استنشاق الروائح، والتذوق ضمن الواقع الافتراضي.

خلافاً لنظارات جيرنسباك التلفازية، يتم تصميم أنظمة الواقع الافتراضي اليوم لأغراض تتجاوز كونها وسائل للترفيه بكثير. حيث يتم استخدامها في تدريب الممرضات، ورواد الفضاء، والبحارة، وعلاج الرهاب، وحتى تقديم إمكانيات التشخيص الطبي. انطلاقاً من التكنولوجيا نفسها، ووصولاً إلى تطبيقاتها المتعددة، يمكننا القول إن عالم الواقع الافتراضي قد قطع شوطاً طويلاً خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً.

اقرأ أيضا: 

ثلاجة ذكية من سامسونغ تتفاعل مع صاحبها وتتواصل معه
 

"أماكن عمل ذكية".. تطوير مقاعد مكتبية مكيفة مناسبة للجميع