أخبار الآن |  كندا – (اقتصاد)

خورشيد محمد، شاب سوري من مدينة القامشلي، درس الطب في جامعة دمشق، واختص في مشفى الأطفال الجامعي، ثم انتقل إلى السعودية، ثم إلى كندا، ليستقر فيها ويقدم اختراعاً طبياً جليلاً للبشرية.

اقرأ أيضا: سامسونغ تعتزم إطلاق المزيد من نظارات الواقع الافتراضي

الطبيب خورشيد يحكي  قصة رحلته من سوريا إلى كندا، مؤكداً أن لخروجه من سوريا بداية الأمر سببين، أحدهما الخوف من ذهابه للخدمة الإلزامية حيث "إهانة الله والنفس وكل القيم السامية"، والآخر هو النظام الفاشي في دمشق وطريقة تعامله حتى مع الأطباء، فمشاهداته في مشفى الأطفال الجامعي في دمشق كثيرة، والمضايقات التي تعرض لها أكثر.

وروى خورشيد تفاصيل تعود إلى العام 2008، حول سياسة رئيس مشفى الأطفال الجامعي في دمشق، حينها، مطيع كرم، والتي كانت تقوم على إذلال الأطباء من خلال تطبيق نظام أمني، فمنذ اليوم الأول تم إخبارهم بأنهم ممنوعين من الزواج حتى إنهاء الاختصاص، تحت التهديد بعدم إعطائهم الشهادة، إضافة إلى الإمعان في المضايقات، وخاصة في وضع خورشيد، كونه سُني وكردي، وليس عضواً عاملاً في حزب البعث.

 في حين أن الدكتور "العلوي"، حسب وصف خورشيد، كانت له ميزات ومعاملة مميزة، خاصة أن زوجة مدير المشفى قريبة بشار الأسد، فكان المدير يتصرف وكأن المشفى ملكه الخاص، بالإضافة إلى رئيس الأطباء، نجدت نعمه، الذي كان يشغل منصب رئيس الفرقة الحزبية، في ذلك الوقت.

سوريان يخترعان جهازاً محمولاً لحماية أدمغة الرضع المصابين بنقص الأوكسجين

لذلك فور الانتهاء من الاختصاص حصل خورشيد على جواز سفر وتوجه للعمل في السعودية ليحصل على عيشة كريمة له ولعائلته مع أن الراتب كان قليلاً. وكان ذلك قبل أحداث الثورة في سوريا عام 2011.

 أما النقلة النوعية التي حصلت مع خورشيد هي التقاؤه بطبيب استشاري اسمه سمير، متخرج من كندا نصحه بالانضمام لبرنامج كندي، يأخذ أطباء الأطفال الأكفاء من كافة الدول لدراسة اختصاص العناية المشددة بالخدج وحديثي الولادة Perinatal neonatal medicine.

وفعلاً تم قبول خورشيد والتحق بالاختصاص الذي كان لمدة سنتين في جامعة كالغري University of Calgary. ثم اختص اختصاصاً فرعياً أكثر، وهو الأمراض العصبية عند الخدج وحديثي الولادة Neonatal neurology في جامعة University of British Columbia، ثم عمل ضمنه اختصاص ايكوا القلب من أجل دراسة التروية الدماغية.

وبدأت فكرة الاختراع مع تطبيق برنامج تدريب الأطباء المتخرجين حديثاً على عمل ايكو الدماغ للأطفال حديثي الولادة ولكن اعترضتهم صعوبة في موافقة أهالي الأطفال لتدريب الأطباء على أطفالهم لعمل الايكو وخاصة أن الأطفال يكونوا في وضع غير مستقر أصلاً.

فلذلك قرر خورشيد اختراع جهاز محاكاة لتدريب الأطباء وهو عبارة عن لعبة يتم التدرب عليها بحيث يعطي الجهاز صوراً مطابقة لصور دماغ الطفل الحقيقي. ولكنه كان يحتاج مهندساً للشق التقني في الاختراع. ولحسن الحظ التقى أثناء تنظميهم اعتصامات منددة بجرائم النظام السوري، مع المهندس الحلبي مصطفى أبو صالح،  الذي عرض عليه الفكرة، فشجعه كثيراً، ووافق على العمل معه كفريق وخاصة أن هناك فكرة مماثلة تم تطبيقها على القلب.

وبدأ العمل، فأحضر خورشيد صوراً مختلفة لحالات نزف دماغي للأطفال الخدج، وحالات طبيعية، وزوّد بها المهندس مصطفى الذي بدوره صمم البرنامج الذي يعرض هذه الصور أثناء عمل الايكو على اللعبة.

 وهكذا صار التدرب على اللعبة بالنسبة للأطباء، ممكناً.
 
وبهذا الصدد، اوضح المهندس مصطفى أبو صالح، أنه من مدينة حلب، وانه انتقل للعيش في السعودية مع أسرته، ثم هاجروا إلى كندا منذ حوالي 15 عاماً للدراسة، فقد أنهى الثانوية في غرب كندا ومن ثم بدأ بالدراسة الجامعية في مدينة فانكوفر في مقاطعة بريتيش كولومبيا، حيث أنهى البكالوريوس من جامعة University of British Columbia"UBC" في الهندسة الكهربائية والأجهزة الطبية ثم حصل على الماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة فيكتوريا University of Victoria .

يضيف أبو صالح أن السبب الرئيسي لاختياره كندا للدراسة والعيش أن المستقبل الأكاديمي أفضل في كندا إضافة إلى أن الجامعات الكندية من أقوى الجامعات في العالم من الناحية الأكاديمية والبحثية، كما أن كندا من أفضل الدول في العالم في احترام حريات الإنسان.

أما عن قصة اختراع جهاز المحاكاة ومشاركته فيه، فقد أكد أنه تعرف على خورشيد عندما كان في مدينة فانكوفر حيث بدأ العمل معه ومع بعض الناشطين من أجل دعم الثورة في الحراك السلمي السوري.
 
يضيف أبو صالح أنه بدأ المشروع بفكرة طرحها خورشيد، الفكرة كانت تطوير جهاز محاكاة لتدريب الأطباء والطاقم الطبي على تصوير ال ultrasound وبالتحديد للتدريب على فحص أدمغة الخدج . ولأن التحدي يكمن في التدريب بعينه، حيث من الصعب توفير أطفال خدج لديهم الأمراض المطلوب التدريب عليها، فكان الحافز هو البحث والتطوير الهندسي، من بناء الجهاز نفسه، إلى تطوير برنامج الحاسوب، وهذا يقتضي الإطلاع على المخترعات والأجهزة الموجودة وأيضاً الإطلاع على أحدث القطع الإلكترونية وكيفية عملها واختيار المناسب منها للوصول للهدف.

 وأشار أبو صالح إلى أن الفكرة الهندسية التي وفقه الله للوصول إليها وبدء تطويرها ستساعد في تقليل تكلفة الجهاز وجعله سهل الإستعمال، كما وستوفر الفرصة لإضافة برامج محاكاة جديدة مع الوقت. فالاختراع عبارة عن قسمين: مكون إلكتروني Hardware ومكون برمجي حاسوبي، فالمكون الإكتروني هو عبارة عن دارات كهربائية واستشعارية متصلة بالحاسب الآلي، وهذا المكون وظيفته استشعار موقع ووجهة يد المتدرب ومن ثم يبعث هذه المعلومات إلى البرنامج على الحاسب، الذي يستقبل هذه المعلومات الخام ويترجمها إلى صور تحاكي الصور المخرجة من جهاز الUltrasound الحقيقي.

 بهذه الطريقة يستطيع المتدرب أن يعايش تجربة مشابهة جداً للتي سيعايشها عند فحص المريض، وهذا الجهاز سيستخدم صور مطابقة للواقع ولما يكون في رأس الطفل.

بهذا يكون الطبيب خورشيد محمد، والمهندس مصطفى أبو صالح، هما أول من أدخل إلى كندا جهازاً محمولاً لحماية أدمغة الرضع المصابين بنقص الأوكسجين عند الولادة.

ويؤكد خورشيد ومصطفى، أن هذا الاختراع لاقى ترحيباً كبيراً في الأوساط الطبية الكندية عندما تم عرضه في المؤتمر الطبي في مقاطعة برنس ادوارد ايلاند، وهذه الأوساط تترقب طرحه تجارياً لكي يتم الاستفادة منه.

اقرأ ايضا:

أمازون تعلن توسيع خدمتها "برايم فيديو" لتشمل مئتي بلد

قريبا.. سامسونغ تطرح هواتف ذكية بشاشة قابلة للطي