أخبار الآن | بودابست – المجر (ا ف ب)

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن روسيا تسعى إلى زرع الشقاق بين الدول الغربية، فيما هاجم نظيره المجري بيتر زيغارتو الانتقادات لعلاقات بودابست مع موسكو ووصفها بأنها “منتهى النفاق”، داعيا المجر الى عدم السماح لموسكو بـ “دق اسفين” بين الغربيين على حد تعبيره، في حين يتخذ هذا البلد خطوات للتقارب مع روسيا والصين. 

وأضاف بومبيو أن اعتماد المجر على الغاز الروسي وصداقتها مع الرئيس الروسي يمكن اعتبارهما خطراً على الأمن القومي. 

وتابع “يجب أن لا نسمح لبوتين بدق إسفين بين الأصدقاء في حلف شمال الأطلسي”.

واعتبر بومبيو في وقت لاحق قبل لقائه رئيس الوزراء فيكتور اوربان أن “الروس والصينيين يحققون في النهاية المزيد من النفوذ هنا ، لكنهم لا يشاركوننا المثل الأميركية العزيزة على قلوبنا “.

وأضاف “لا يمكننا السماح (للرئيس الروسي فلاديمير بوتين) بدق إسفين بين الأصدقاء في حلف شمال الأطلسي”.  

إلا أن زيغارتو قال إن الانتقادات الغربية لدبلوماسية المجر خاطئة لأن دول أوروبية أخرى مرتبطة باتفاقيات حول الطاقة مع روسيا. 

واضاف “يوجد نفاق كبير .. على الساحة السياسية الأوروبية”. 

واعطى مثالاً على ذلك مشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 بين روسيا وألمانيا ويجمع بين شركة غازبروم الروسية العملاقة والعديد من الشركات الاوروبية.

وتتابع واشنطن بقلق توجهات أوربان نحو الشرق.

فقد استقبل بوتين مرتين في عام 2017، ويطالب برفع العقوبات الاوروبية عن روسيا.

وحصل أوربان أيضاً في عام 2014 على قرض من روسيا لتمويل توسيع المحطة النووية الوحيدة في المجر. وشهد التعاون بين البلدين تكثيفا خصوصاً في قطاع الطاقة، في سياق اعتماد المجر على المشتقات النفطية الروسية.

وقال وزير الخارجية المجري في هذا السياق “لقد طفح بنا الكيل لانك تقول دائما ان لدينا علاقات وثيقة مع روسيا”.

وأعلنت بودابست وواشنطن الإثنين توقيع اتفاق تعاون عسكري ثنائي يسمح بوصول الجيش الأميركي إلى الأراضي المجرية.

وتشغل الصين أيضا موقعا مهما في الجهود الدبلوماسية لاوربان الذي أعلن عام 2014  “الانفتاح على الشرق”.

رغم ان الصينيين لا يزالون بعيدين عن كونهم بين المستثمرين الرئيسيين في هذا البلد، فإن رئيس الحكومة المجرية اشاد بواقع أن “مركز جاذبية الاقتصاد العالمي يتحول من الغرب إلى الشرق. من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ”.

وحذّر بومبيو من ذلك قائلاً “غالباً ما تكون المساعدة من بكين مصحوبة بشروط تجعل المجر تدين بفضلها اقتصاديا وسياسيا”.

وأشار بشكل خاص إلى الاتفاق الأخير مع شركة الاتصالات الصينية العملاقة “هواوي” للجيل الخامس في المجر.

وتابع انه “إذا تم زرع جهاز حيث لدينا معدات أميركية مهمة، سيكون من الصعب علينا التعاون” مع الدول المعنية.

وتثير هواوي قلقا متزايدا لدى الغربيين خصوصا الولايات المتحدة فيما يتعلق بإمكانيات التجسس المحتملة لصالح بكين.

وهذه أول زيارة رسمية من إدارة ترامب للحكومة المجرية التي تعدّ من بين الداعمين القلائل للرئيس الأميركي في اتحاد أوروبي تنتقد معظم دوله هجمات ترامب ضدّ التعددية ودبلوماسيته التي لا يمكن التنبؤ بها. 

وفي أيلول/سبتمبر، لم يتردد اوربان بوصف ترامب بـ”أيقونة” الحركة السيادية، بعد خطاب الأخير المناهض “للعولمة” أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

وسمح هذا التقارب بتحسين العلاقة بين واشنطن وبودابست، بعدما كانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تنتقد أوربان بشكل دوري متهمه اياه بانتهاك حرية الصحافة والقضاء والمجتمع المدني في بلده. 

وتعرّض أوربان الذي يحكم المجر منذ عام 2010 كذلك لتحذيرات من المؤسسات الأوروبية بشأن تلك المسائل.

ووضع أوربان كذلك الولايات المتحدة في موقف محرج بانتقاده جامعة أوروبا الوسطى، المؤسسة المرموقة التي أسسها في بودابست الملياردير الأميركي من أصل مجري جورج سوروس. 

وبعد أشهر من التنازع وعلى الرغم من تدخل واشنطن، أعلنت جامعة أوروبا الوسطى مؤخراً عن نقل العمل بأنشطتها الرئيسية إلى فيينا، لاعتقادها بأن حكومة أوربان كانت تدفعها لمغادرة المجر. 

لكن حكومة ترامب لا توافق على كل ما يفعله اوربان.

فقد التقى بومبيو في بودابست ممثلين لمنظمات حقوقية استهدفتها الحكومة المجرية في السنوات الأخيرة متهمة اياها بأنها تؤيد الهجرة التي تؤرق اوربان.

ووعد بومبيو، دون تفاصيل ملموسة “بزيادة الدعم الأميركي” لمحاربة الفساد وللإعلام المستقل، وهما موضوعان يتم التشكيك بالتزام حكومة أوربان حيالهما.

ورحبت ثلاث من المنظمات غير الحكومية الرئيسية في المجر، ضمنها الفرع الهنغاري للجنة هلسنكي، في بيان “بهذا الالتزام بالدفاع عن قيم سيادة القانون ودور المجتمع المدني”.

ويستكمل وزير الخارجية الأميركي جولته الثلاثاء بزيارة سلوفاكيا ثمّ بولندا، حيث يعقد الأربعاء والخميس اجتماعا مخصصا لمناقشة “النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط”. 

المزيد:

روسيا تسعى إلى فصل الإنترنت عن البلاد.. ما الهدف؟