أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (رامي الشوشاني)

غلوبال تايمز هي صحيفة رسميّة تديرها الدّولة في الصّين، حاولت من خلال مقال حديث لها أن تدافع عن استهداف السّلطات لأقلّيّة الإيغور المسلمة و أن تقدّم تبريرات لذلك. لكنّ ما ورد في الصّحيفة كان بمثابة تصريح رسميّ أدانت من خلاله الجهات الرّسميّة نفسها بنفسها و فضحت ممارساتها اللّا إنسانيّة تجاه هاته الفئة المضطهدة في البلاد. كيف ذلك ؟ نتابع التّفاصيل مع الزّميل رامي الشّوشاني

تخيّلوا الورطة الّتي وقعت فيها السّلطات الصّينيّة بنشرها تبريرا عبر صحيفتها الرّسميّة الّتي تديرها “غلوبال تايمز”، تبريرٌ غريب أدانت فيه الصّين نفسها بنفسها في محاولة كان المبتغى منها أن تدافع عن احتجازها و اضطهادها لمئات الآلاف من الإيغور المسلمين.
 
صحيفة “غلوبال تايمز” الّتي يجب أن تحظى  صفحة من صفحاتها بموافقة السّلطات قبل النّشر، حاولت الدّفاع عن ممارسات الصّين  ضدّ أقلّيّة الإيغور المسلمة المتمثّلة في احتجازهم بمراكز اعتقال ضخمة في مقاطعة شينجيانغ تحت مسمّى مراكز إعادة تأهيل، يقع فيها  جسديّا و نفسيّا لإجبارهم على التّخلّي على معتقداتهم الإسلاميّة و تبنّي مبادئ الحزب الشيوعي الصّيني بالقوّة في عمليّة قمعيّة لا إنسانيّة.

من بين ردود الأفعال الدّوليّة المنتقدة لهذه السّياسة القمعيّة، نجد موقف الولايات المتّحدة الّتي بحثت فرض  مباشرة على الأشخاص المتورّطين في قمع الإيغور، كما شهدت الصّين كذلك ضغوطا من دول غربيّة أخرى من أجل السّماح لمحقّقين تابعين للأمم المتّحدة بزيارة المواقع الّتي ذُكِرت في تقاريرٍ تكشف القمع الممنهج للإيغور، لكنّ الصّين رفضت أن يصلوا إلى أيّ من الأماكن المذكورة.

وسط هذا المدّ المتصاعد من الضّغوط الدّوليّة، سعت الصّين إلى تبرير ممارساتها القمعيّة و نفي تهمة الاستبداد عليها من خلال مقال أوردته صحيفتها الرّسميّة “غلوبال تايمز”، و لكن بدل ذلك، كان للمقال مفعول عكسيّ أثار استهجانا شديدا إذ ورد فيه اعتراف ضمنيّ بالممارسات اللّا إنسانيّة. التّصريح تمّ نشره على حساب الصّحيفة على تويتر و يقول :
 
ردود الأفعال المستنكرة لهذا التّصريح الفاضح توالت فيما بعد و من بينها ردّ  “بوني غلايزر” رئيسة China Power Project التّابع لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن الّتي قالت : 
مراسلة نيويورك تايمز في الصّين “سوي لي وي” علّقت على البيان كالتالي :
 “أشخاص طبيعيّون” ! لا أملك كلمات لوصف الأمر 

غلوبال تايمز أكّدت على نفس الموقف بنشرها كذلك تصريح سفير الصّين في الولايات المتّحدة  تيانكاي الّذي قال :
” نحن نسعى إلى إعادة تأهيل الجزء الأكبر من الإيغور لكي يتحوّلوا إلى أناس طبيعيّين و يعودوا حياتهم العاديّة”

هنا يبدو الموقف الرّسميّ الصّينيّ واضحا، فالمسؤولون الصّينيّون يعتبرون عشرة ملايين من الإيغور المسلمين في الصّين أشخاصا غير طبيعيّين و لا يحقّ لهم أن يختاروا عقيدتهم أو عاداتهم بل عليهم أن يلتزموا بما تمليه عليهِم السّلطات غصبا في عمليّة غسيل دماغ و إلّا فَهُم يُعْتَبرون إرهابيّين. 

اقرأ المزيد: 

ناجية إيغورية: صعقت بالكهرباء وتم حلق شعري