أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (عبيد أعبيد) 
 
بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد طهران، مستهل نوفمبر الماضي، والتي شملت قطاعات الطاقة والبنوك والنقل البحري، وجدت إيران نفسها في عزلة تامة عن وكلائها في الشرق الأوسط، لا سيما مشكل تمويلها لأذرعها الإرهابية في سوريا والشرق الأوسط، وهو ما دفعها إلى سلك طرق تبييض الأموال واعتماد شبكة تمويل معقدة للتمويه.

كيف تتم عملية التمويل؟ ومن هم أبرز عناصرها؟ 

تقرير استقصائي لتلفزيون الآن، أعده الزميل عبيد أعبيد، يجيب عن هذه الأسئلة. 

إذ لجأت إيران إلى اعتماد شبكة تمويلية معقدة لإيصال السيولة المالية إلى “فيلق القدس”، التابع للحرس الثوري الإيراني، و”حزب الله” في لبنان، ومنظمة “حماس”، وهي تشكيلات مصنفة دوليا ضمن قوائم الإرهاب. 

استقصائي تلفزيون الآن، تعقب آثر عناصر هذه الشبكة المالية المعقدة، وفكك عناصرها المتشابكة، بداية من إيران، مرورا بروسيا، ووصولا إلى سوريا، حيث تتفرق السيولة، كل حسب نسبته، بين النظام السوري وتشكيلات “فيلق القدس”، و”حزب الله”، ثم منظمة “حماس”. وهي كلها منظمات مصنفة دوليا على قوائم الإرهاب. 
 
البداية من تقرير وزارة الخزانة الأمريكية، الصادر في الـ20 من نوفمبر الماضي، الذي كشف من جهته أسماء إيرانية وروسية وعلى رأسها إسم رجل أعمال سوري، يدعى محمد عامر الشويكي. 

وتتهم الولايات المتحدة الشويكي، مدير شركة “Global Vision Group”، بكونه همزة الوصل والرجل التنفيذي لعملية تبيض التحويلات المالية الإيرانية، إلى فيلق القدس وحزب الله ومنظمة حماس.

وتبدأ عملية تهريب الأموال الإيرانية إلى تشكيلاتها الإرهابية في المنطقة، من نظام مصرفي إيراني خاص، مستقل عن النظام المالي العالمي المراقب دوليا. 
 
وتبدأ عملية التهريب بتحويل البنك المركزي الإيراني، ملايين الدولارات إلى شركة خاصة إيرانية، تدعى “تدبير كيش”، المتخصصة في تجارة المواد الطبية والصيدلانية. 
 
وهي محاولة للتمويه عن كون التحويل حكوميا، والسعي لتصويره بانه يندرج في إطار حر بين الشركات، ولا علاقة للحكومتين الإيرانية والروسية به. 
 
وتتولى شركة “تدبير كيش” الإيرانية، تحويل المبلغ نفسه المحصل من البنك المركزي الإيراني”، إلى بنك آخر تابع للحكومة الإيرانية، في فرعه بروسيا، يدعى Mir Business Bank. 
 
ومن هنا يبدأ دور رجل الأعمال السوري، محمد عامر الشويكي عبر شركته Global Vision Group، والحكومة الروسية، من خلال تحويل فرع البنك الإيراني Mir Business Bank السيولة المالية القادمة من طهران إلى شركةPromsyrioimport المتخصصة في التصدير والنقل البحري والنفطي، المملوكة للحكومة الروسية، ولرجل الأعمال السوري، محمد عامر الشويكي أسهم فيها. 
 
وبذلك، تبحر سفن هذه الشركة لنقل النفط والأموال الإيرانية إلى النظام السوري، وبذلك يصير النفط الإيراني، مجرد غطاء وتبيضا لنقل ملايين الدولارات إلى تشكيلاته المسلحة في المنطقة. 
 
من هنا يبدأ الدور السوري في توزيع الأموال الإيرانية، حيث تصل الأموال إلى البنك المركزي السوري، فيما يصل النفط الإيراني إلى الشركة السورية للنفط. 
 
وفي هذه المرحلة، تنكشف  قيمة السيولة المالية الإيرانية، وتصل إلى أبرز المنفذين لعملية التوزيع المالي على التشكيلات، وهما إثنين، الأول هو نفسه رجل الأعمال السوري، موضوع العقوبات الأمريكية، محمد عامر الشويكي، فيما الثاني هو “الحاج فادي”، واسمه الحقيقي محمد قصير، المسؤول المالي في حزب الله. 

وتظهر رسالة موجهة من المذكورين إلى رسول سجاد، وهو مدير الدائرة الدولية في البنك المركزي الإيراني، يؤكدون له فيها سلامة وصول 63 مليون دولار. وفعلا هو ما حصل، حيث تظهر صورة أخرى للشويكي، وهو يتباهى بتوصله بـ63 مليون دولار، من الأموال الإيرانية، وصلته لتمويل 3 “تشكيلات إرهابية”. 

وهي “فيلق القدس”، التابع للحرس الثوري الإيراني. ثم الثانية وهي “حزب الله”، بلبنان، فيما الثالثة، هي حركة “حماس”، وهي كلها تشكيلات مدرجة على قوائم الإرهاب الدولية. 

وبعد العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام المالي للحكومة الإيرانية، عمدت طهران ورسيا إلى استعمال شركات نقل خاصة لتنفيذ عملية التحويل.  وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى تحذير قائمة جديدة من شركات النقل البحري، المستعملة إيرانيا وروسيا في مثل هذه العمليات. 

المزيد من الأخبار 

العثور على أسلحة إيرانية جديدة في اليمن