أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (صحف) 
 

 أكدت صحيفة “إندبندنت” البريطانية أن التهديدات التي يتلقاها مسلمو الإيغور تطال من هم في الخارج أيضاً، إذ تقوم أجهزة المخابرات الصينية بابتزاز أعضاء منهم ليصبحوا مشاركين في العملية الاستخباراتية، حتى في الدول الغربية.

ونقلت الصحيفة عن خبراء مقربين من الإيغور الذين يعيشون في الخارج قولهم إن قوات الأمن الصينية تسعى إلى التسلل وتجنيد الجواسيس في ميونيخ، وفرانكفورت، واستوكهولم، وأوسلو، وهلسنكي.

وفي لقاء الصحيفة مع شخص يدعى “عيسى” وقد عرفت عنه أنه مقرب من الإيغور قال إنه نجا مؤخراً من أجهزة الأمن الصينية التي ضغطت عليه للعمل كجاسوس ضد مجتمعه، وحول حياته في إقليم شينجيانغ إلى جحيم لمدة ثلاث سنوات، وقد انتقل مع  عائلته إلى تركيا، وبدأ في تشكيل حياة جديدة لنفسه بين مسلمي الإيغور هناك.

بعد ذلك بدأ عيسى البالغ من العمر 36 عاماً بتلقي رسائل على هاتفه من مسؤول في أمن الدولة كان قد احتجزه وضغط عليه للتآمر مع الأجهزة الأمنية الصينية.

وأثار المدافعون عن حقوق الإنسان في السنوات الأخيرة إنذارات حول معاملة الأقلية الإيغورية في الصين، فمعظمها من المسلمين يتركزون في مقاطعة شينجيانغ غربي البلاد، وأعربت الأمم المتحدة في أغسطس الماضي عن قلقها من احتمال احتجاز مليون من مسلمي الإيغور في ظروف تشبه “معسكر اعتقال مكثف تحيط به السرية”.

ولكن على نحو متزايد، كما يقول أعضاء المجتمع المحلي، وأخصائيو الأمن فإن حملة القمع على الإيغور تمتد عبر العالم، حيث يهدد عملاء صينيون بترويع وابتزاز أولئك الذين في الخارج، بالإضافة إلى الموجودين في اسطنبول، ويقول الخبراء المقربون من الإيغور الذين يعيشون في الخارج إن قوات الأمن الصينية تسعى إلى التسلل، وتجنيد الجواسيس وتهديد المجموعة العرقية في ميونيخ، وفرانكفورت واستوكهولم، وأوسلو، وهلسنكي.

الهدف كما يقول الباحثون هو الضغط على الإيغور للعمل كمخبرين للدولة الصينية في الخارج، وكذلك لزرع عدم الثقة بين أفراد المجموعة العرقية في الخارج، ويقول رون ستينبرغ، الخبير في الأقلية الإيغورية في الصين: “إن مجرد القدرة على السفر إلى الخارج والعودة إلى الوطن تضعهم تحت شبهة وتهمة خطرة”.

بالإضافة إلى السجون، أنشأت سلطات بكين شبكة من “معسكرات اعتقال” يتم فيها غسل أدمغة الإيغور من ما تسميه السلطات “مخاطر الإسلام” وتحاول أن تقنعهم بـ”تفوق الثقافة الصينية وأيديولوجية الحزب الشيوعي”، فيقول عبد الرحمن محمد: “منذ الصباح الباكر، نستيقظ ونضطر إلى الركض لمدة ساعة ، ثم الإفطار ، ثم أربع ساعات من الدروس، ثم أربع ساعات بعد الظهر”.

بالعودة الى “عيسى” تتابع الصحيفة رواية قصته وتقول إنه في 23 أكتوبر عام 2015 ، بعد أن عاد مع عائلته من رحلة إلى تركيا، اعتُقل لدى وصوله إلى مطار أورومتشي ديوبو الدولي، مكبلًا بالأصفاد، وسحب سترته فوق رأسه، تم نقله إلى قاعدة عسكرية حيث احتُجز لمدة يومين، ثم نُقل إلى أحد المعسكرات التابعة لشركة شينجيانغ للإنتاج وهي منظمة شبه عسكرية حكومية، لمدة ستة أسابيع.

وخلال استجوابات استمرت لساعات، اتُهم بالاتصال بالمجموعات الانفصالية أثناء وجوده في تركيا وماليزيا، وأوضح أنه سافر إلى الخارج فقط لشراء الصابون والتوابل والأعشاب لمتجره.

ويقول “عيسى” أنه وافق على التجسس، ولكن فقط لاسترداد جواز سفره حتى يتمكن من مواصلة السفر إلى تركيا للعمل، كما يقول إنه لم يكن يعرف حقاً الكثير من الإيغور في الخارج.

واعتقل مرة أخرى بعد أكثر من عام بقليل بعد عودته من رحلة إلى تركيا، وأفرج عنه لكن الشرطة استدعته مرة أخرى في 18 مارس عام 2017 واقتيد إلى معتقل، وفي هذه المرة كانت الظروف أكثر قسوة، وكان “عيسى” يخضع لاستجوابات قاسية واتهموه بالفشل في التوصل إلى أي معلومات استخباراتية في الخارج .

وبعد سنوات من السماح للإيغور بالسفر الحر نسبياً إلى الخارج، فرضت السلطات الصينية قيوداً صارمة عليهم ومنعهم من السفر منذ صيف عام 2017، في ما يعتقد الخبراء أنها محاولة لإبقاء الغطاء على القصص التي قد يخبرونها عن القمع المستمر في شينجيانغ.

وبحسب الصحيفة فإن الإجراءات القاسية ضد مسلمي الإيغور قد تنتهي بنتائج عكسية، وبدلاً من استهداف شبكات الإرهابيين، فإن السلطات الصينية “تلاحق كل شيء” ما أدى إلى حدوث موجة من الإشمئزاز العالمي، ويقترن القمع بالتنمية الاقتصادية غير المتساوية في منطقة شينجيانغ التي استفاد منها رجال الأعمال القادمون حديثاً أكثر من الإيغور الذين شردوا من الحكم المحلي وخسروا أملاكهم، ما أدى إلى تفاقم المظالم وتغذية احتمال حدوث رد فعل عنيف.

 

المزيد من الأخبار

ميانمار تستعد لعودة لاجئي الروهينغا

3 قصص موجعة لمسلمي “الإيغور”: ضرب وتعذيب واعتداءات جنسية