أخبار الآن | دبي – الإمارات  العربية المتحدة (وكالة رويترز)

حقائق  كشفها التقرير الخاص الذي أعدته وكالة رويترز:

– وسط مالي هو المصدر الرئيسي للغذاء في البلاد

– بسبب تغير المناخ انخفض معدل هطول الأمطار بنسبة 50٪

– يحد حصاد المحاصيل الزراعية بشكل مباشر من تجنيد المتطرفين للشباب

– هكذا أصبحت مضخات المياه سلاحاً قوياً لإنقاذ شباب مالي من تجنيد  الشباب في دلتا نهر النيجر.تابعوا  تفاصيل هذا  التقرير المميز

رحلة لمسافة قصيرة في زورق خشبي عبر مياه نهر النيجر تفصل القرويين عن المسلحين الذين ينشرون الخوف بأسلحتهم في مدينة كونا في مالي. مونا توليما البالغ من العمر 51 عامًا من سكان كونا  يقول وهو يزيل الأعشاب الضارة مع ابنه المراهق في من حقل للأرز، “نحن قلقون من أن يتسلل هؤلاء الأشخاص ويجندون أطفالنا”.

ففي مالي انتشر العنف والجماعات المسلحة منذ أن استغل المتشددون ثورة الطوارق في عام 2012 وقد استخدمت الجماعات المرتبطة بالقاعدة وداعش البلاد  كمركز لشن هجماتها في جميع أنحاء المنطقة الزراعة و الأراضي الزراعية تعتبر ملاذ السكان المحليين لرفض شبابهم لمغريات الإنضمام الى المقاتلين المتشددين في حال  كانت بمنأى عن تغييرات  المناخ.

يقول توليما أحد سكان المنطقة  “كلما زادت المساحة الزراعية التي يمكننا جني الثمار منها، قل عدد الأطفال الذين يغادرون المنطقة.” ويعتبر دلتا النيجر وسط مالي بمثابة المصدر الرئيسي للأغذية لهذا البلد الصحراوي إلى حد كبير. ووفقاً للمعهد الدولي للبيئة والتنمية في لندن، وهو مركز أبحاث مقره لندن، يقتات حوالي 98٪ من سكان موبتي من الزراعة، لكن مصدر رزقهم في خطر، إذ إن كمية الأمطار تقل من عام لآخر.

يقول الباحثون إن تغير المناخ سوف يغير أنماط هطول الأمطار في غرب أفريقيا، على الرغم من اختلافهم حول ما إذا كان المناخ الدافئ سيؤدي إلى سقوط أمطار أكثر أو أقل في المنطقة بشكل عام. وقال عبد الرحمن توريه ، زعيم محلي ، إن العائدات هنا تراجعت بسبب جفاف المناخ، مما تسبب قلة الإقبال على زراعة الأرز.

في السنوات الأخيرة ، غادر حوالي 200 شاب البلدة التي يبلغ عدد سكانها 8000 نسمة بحثًا عن فرص أفضل. الشيء ذاته يحدث في العديد من قرى المنطقة. وينتهي الأمر بالعديد من المهاجرين في المدن الى العمل في وظائف لا تتطلب مهارات عالية، كحراس أمن على سبيل المثال. يحاول السكان الآن تشجيع شبابهم على البقاء من خلال بناء نظام الري الذي حول 15 هكتارًا من الأراضي الصالحة للزراعة إلى مزارع مزودة بقنوات ري.

المبادرة هي واحدة من عشرات المشاريع الصغيرة التي تمولها المساعدات البريطانية لمساعدة المزارعين على التكيف مع تغير المناخ في وسط مالي – من حفر البرك إلى ري مزارع الخضروات. وقد تم تركيب مضخات في في كونا بتكلفة قدرها 36 مليون فرنك أفريقي (63،000 دولار) لضخ مياه النهر إلى حقول الأرز المسيجة. ونتيجة لذلك، يمكن زراعة الأرز في الأراضي المروية حديثًا لموسمين في السنة بدلاً من الموسم التقليدي – مما يشغل معظم وقت الشباب ويساعد في منع مغادرتهم المنطقة، وأن يحصل كل منهم على قطعة الأرض الخاصة به.

وفي بلدة سيو، حيث تقع كونا، قال المسؤول عن المناخ  الذي يرأس لجنة لاختيار المشاريع المحلية التي يمكن تمويلها بواسطة المساعدات، إن أحد المعايير هو وقف هجرة الشباب وإبعادهم عن “الجهاد”. وأضاف أنه هذا العام تقلص عدد الأشخاص الذين يغادرون البلدة الى النصف  مقارنة في السنوات السابقة.

اقرأ المزيد: 

مصادر صينية لأخبار الآن تقرّ بوجود معسكرات تدريب ولكن

مصدر الصورة:  Getty Images Europe – Getty