أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ديما نجم)

مئات الأوروبيين ممن كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا يحاولون إيجاد سبل للعودة إلى بلدانهم، ما يشكل تهديدا كبيرا تصعب السيطرة عليه.

مئات من مسلحي تنظيم داعش في إدلب بسوريا يتجمّعون قرب الحدود التركية، في محاولة منهم للفرار إلى الدول التي جاؤوا منها، معلومات كشفت عنها صحيفة الغارديان البريطانية مشيرة الى ان الأسابيع الأخيرة شهدت نقل عشرات المقاتلين عبر الحدود من سوريا باتجاه المدن والبلدات التركية في الجنوب، ولا تزال موجة نزوح مقاتلي التنظيم مستمرة من مناطق لايزال التنظيم يحتلها في كل من العراق وسوريا، بعد أن فقد التنظيم أجزاء كبيرة من الأراضي التي كان يحتلها.

واعتبرت الصحيفة أن موجة النزوح لمسلحي التنظيم، ومحاولة العودة إلى بلدانهم مع أسرهم، تشكّل تحدّياً كبيراً لمجتمع الاستخبارات العالمي، الذي ينظر إليهم على أنهم تهديد كبير يصعب السيطرة عليه، وأن فرص إعادة دمجهم بالمجتمع تبدو ضئيلة.

وفي السياق ذاته ذكر مفوض الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيليس دي كيرشوف أن ألفين وخمسمئة أوروبي يقاتلون في صفوف تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق، داعيا إلى ضرورة  تحسين التعاون مع القوى العسكرية المنخرطة في منطقة النزاع، للحصول على معلومات لسلطات الأمن الأوروبية مثل بصمات أصابع يد المشتبه بهم، موضحا في الوقت نفسه ضرورة تبادل بيانات بيومترية بين الدول الأعضاء في الاتحاد لكشف هوية العائدين من القتال في صفوف داعش في الوقت المناسب.
وبحسب كيرشوف فإن العدد كان ضعف المذكور إلا أن ألفا وخمسمئة شخص عادوا إلى أوروبا، ونحو ألف آخرين قتلوا خلال المعارك، كما أن هناك مقاتلين أوروبيين في سوريا والعراق ينتقلون إلى مناطق أزمات أخرى مثل الصومال أو اليمن، متوقعا عدم عودة الكثير منهم إلى أوروبا.

يشير كيرشوف في تصريحاته إلى تغير تم رصده في استراتيجية تنظيم داعش، اذ لم يعد يدعو الأوروبيين إلى القتال في سوريا أو العراق، بل إلى تنفيذ هجمات في محيطهم المباشر، موضحا ان الإرهابيين يتبعون حالياً استراتيجية شن كثير من الهجمات الصغيرة ذات تكلفة لوجستية منخفضة بدلاً من شن هجمات معقدة وتفصيلية التخطيط مثل هجوم الحادي عشر من سبتمبر.

هذا وتشير بعض التقديرات إلى أن عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم يُعتقد أنهم قُتلوا في المعارك التي خاضوها دفاعاً عن الأراضي التي احتلها التنظيم بعد 2014 في كل من العراق وسوريا، كما أن هناك اعتقاداً بأن الآلاف من المقاتلين المحليين من تنظيم داعش قد عادوا إلى مجتمعاتهم المحلية، إلا أن أعداد المقاتلين الأجانب الذين نجوا ويتطلعون للعودة إلى ديارهم ما زال غير معروف.

وفيما يفضل مسؤولون أوروبيون أن يكون المقاتلون الأوروبيون الذين انضمّوا إلى تنظيم داعش قد قتلوا، وأن من بقي منهم ليس لديه خطط للعودة، يبقى السؤال الأبرز كيف يمكن التعامل أمنيًّا مع ظاهرة المقاتلين الاجانب العائدين من سوريا والعراق.

 

معنا من بون الالمانية جاسم محمد رئيس المركز الاوروبي لدراسات مكافحة الارهاب و الاستخبارات 

 

اقرأ أيضا:
موقع إسلامي في تكريت لم يسلم من إرهاب داعش

مخاوف أمريكية من هجمات لداعش بطائرات مسيرة