أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (زكريا نعساني)

قنوات تلفزيونية واذاعات ومجلات رقمية والكترونية تدعمهم وكالة أنباء، تلك كانت تراسنة داعش الإعلامية التي كشف عنها بعد اشهر من اعلان خلافته المزعومة وتحديدا مطلع سنة ألفين وخمس عشرة، وما ان تحالف العالم أجمع لمحاربة التنظيم حتى سقطت اذرعه الإعلامية واحدة تلو الأخرى ولم يبق لديه ما يذكر لبث العنف والإرهاب حول العالم.

ضربات موجعة استهدفت إعلام داعش وخاصة خلال السنة الماضية وكان اكبرها قتل المتحدث باسمه ابي محمد العدناني وذلك في أغسطس آب سنة ألفين وست عشرة، اذ كان العداني يعد العقل المدبر لآلة داعية التنظيم والمشرف على كل الاصدارات الى جانب دوره الهام في بناء المنظومة الإعلامية التي تعمل تحت اشرافه مباشرة وعدد من قادة الصف الأول في التنظيم.

تلاحقت بعدها الضربات الموجوعة لكن موت أبا محمد فرقان وزير إعلام التنظيم ومؤسس أقدم الأجهزة الإعلامية التابعة لداعش والذي كان مسؤولا عن ادارة جميع المؤسسات الإعلامية والاشراف على كل الاصدارات التي تخرج عن المؤسسة ،قتل فرقان بعد نحو شهرين من قتل العدناني وتحديدا مطلع أكتوبر تشرين الأول ألفين وست عشرة لتنهار مؤسسة الفرقان بعد ذلك بشكل شبه تام.

أذرع اعلامية مرئية أخرى انهارت تباعا مثل "مؤسسة الاعتصام" ومؤسسة غربا والعديد من الأذرع الأخرى التي تبث على موقع يوتيوب وتم ملاحقتهم جميعا وسحب كل الفديوهات التي ينشرونها.

الاصدارات الصوتية لم تكن موفقة هي الأخرى عند داعش وكان أبرزها اذاعة البيان التي تبث من الموصل استهدف التحالف الدولي مقرها وتوقف بث الإذاعة في الخامس والعشرين من شباط/فبراير، وتم اختراق تطبيقها على الهواتف الذكية باعتراف من داعش.

اما الاصدارات الاعلامية المطبوعة فكان لداعش النصيب الأكبر من الفشل، اذ اطلق على أكبر مجلاته اسم دابق ومع خسارة البلدة امام ضربات الجيش السوري الحر اسرع واغلق المجلة التي اصبحت عارا عليه امام مناصريه واطلق مجلة رومية التي كان لها نصيب من الهجمات  الإلكترونية المتطورة انتهت بإصدار نسخة مزيفة من المجلة تبث عكس ما يريده التنظيم 

المنصات الرقمية  التي اعتمدها داعش كانت كثيرة ومتغلغلة على الانترنت الا ان وكالة أعماق كانت الأبرز وتم اخرتاقها مرات عدة وحظر تطبيقها على الهواتف الذكية حتى قتل مؤسسها براء كادك في أواخر مايو ايارالفين وسبع عشرة  وقد يكون ذلك مؤشرا لانهيار اقوى أذرعه الاخبارية ليبقى لداعش بضعة مدونات ومنتديات يحاول من خلالها الوصول الى مناصريه وهو أمر غاية في الصعوبة مع ظهور مؤسسات ترصد تحركاته 

داعش اصبح منهارا بشكل شبه تام اعلاميا ولم يبق أمامه الا بث دعايته على مواقع التواصل الاجتماعي وانشاء حسابات وهمية للتغلغل بين الناس  الا ان هذا سيكون الخيار الاضعف أمامه اذ اوقف تويتر أكثر من 635 ألف حساب لتنظيم داعش منذ ألفين وخمس عشرة واصدار فيسبوك قوانين تحظر مباشرة كل انتباعه وما ينشرونه من سموم وهذا ما يعني انهيار وسيلة اتصال جماهيرية كان داعش يعول عليها مرارا

ضربات موجعة تلقاها التنظيم المتطرف استهدفت منصاته الاعلامية مباشرة يضاف اليها ما تعرض اليه من تجفيف لمصادر التمويل التي كان لها الدور الابرز في انهيار تلك المنظومة التي سعى لأن تكون اقوى أذرعه وينشر منها الرعب حول العالم.

اقرأ ايضا

وثائق حصرية عن محاكم داعش العسكرية.. ما أبرز التهم والأحكام التي أصدرتها؟

من سيتحدث بإسم البغدادي بعد أن أصيبت وسائل إعلام داعش بالشلل؟