أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

أعاد هجوم مانشستر، الذي راح ضحيته 22 شخصا، طرح التساؤلات حول استهداف التنظيمات الإرهابية لأوروبا بتوجيه ضرباتها بشكل فعال ومتنوع بين العديد من الدول في القارة، بعد أن تحولت خطاباتهم الإعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى دعوات انتقامية من الأوروبيين.

متابعون لمواقع وحسابات المتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسهم داعش يربطون بين ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية في أوروبا والخسائر الميدانية التي يتلقاها التنظيم مؤخرا في مدينة الموصل العراقية وبين حصار القوات المدعومة بغطاء جوي أميركي لمدينة الرقة، مركز داعش الرئيسي في سوريا.

ووفق دراسات أكاديمية، وصل عدد الضحايا جراء الهجمات الإرهابية في أوروبا بين عامي 2015 و2016 إلى 273 شخصا، وهو ما يساوي عدد ضحايا الهجمات الإرهابية في أوروبا مجتمعة منذ منتصف القرن العشرين وحتى إعلان داعش خلافته المزعومة في عام 2014.

ويقول خبراء إن خطاب داعش الإعلامي شهد تطورا في حديثه عن الغرب وأوروبا، حيث اتسم بلهجة أكثر حدة بعد أن توسّعت أذرع داعش الإعلامية في إرسال مواد مختلفة باللغة الإنكليزية والفرنسية والألمانية.

محللون سياسيون أشاروا إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي التي أحدثت طفرة في إعلام الإرهابيين بعد أن جعلت التواصل والتنسيق أكثر سهولة وسرعة وصعّبت من مهمة أجهزة الاستخبارات في مراقبة حساباتهم.

وأضاف أن استخدام الإرهابيين لم يتوقف فقط على استخدام الإنترنت من أجل تنسيق العمليات وتجنيد الآخرين، ولكنه وصل إلى درجة تبادل معلومات تكتيكية قبل وأثناء الهجمات الإرهابية.

داعش يعتمد على منهجية الإغراق المعلوماتي، إذ يستخدم المدونون تطبيقات إلكترونية متطورة لحشد جماهير الإنترنت، مستندا في ذلك إلى خبراء متخصصين في وسائل التواصل.

ويبني التنظيم قاعدته الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقع تويتر على رأس المواقع الأكثر استخداما من قبل الإرهابيين، ورصد مراقبون في الآونة الأخيرة هجرة للمئات من النشطاء المتطرفين من تويتر إلى موقع تلغرام هربا من عمليات إغلاق وحجب الحسابات المتطرفة على تويتر.

ويرى مراقبون أن تنظيم داعش نجح في تكريس شعاراته من أجل إظهار نفسه كقوة ميدانية منظّمة على الأرض وليس مجرد جماعة  مسلحة، ولكن تلك اللغة اختفت تقريبا في المواد الإعلامية المنتشرة على الإنترنت بعد تقلص مساحة الأراضي التي يحتلها التنظيم، ليحل محلها خطاب يشجّع على الهجمات الانتقامية في أوروبا. 

إقرأ أيضاً:

أدوات وسائل الإعلام الرئيسة لداعش: المبالغة و الخداع

إغلاق أكثر من نصف مليون حساب لداعش على تويتر