أخبار الآن | باريس – فرنسا (غرفة الأخبار)

لا شك ان فوز ماكرون بالانتخابات الرئاسية في فرنسا قد أعاد شيئا من الحياة لجسد الاتحاد الاوروبي بعد ان فقد احدى دعائمه مؤخرا بخروج المملكة المتحدة، كيان الاتحاد هدد جديا بعد نية لوبان الابتعاد عن اليورو وانتهاج ذات السياسة التي انتهجتها لندن، ما يعني ان اركان اليورو ستصبح في مهب الرياح بعد خروج فرنسا وبريطانيا وما تمثل كل منهما من مساحة كبيرة ورمزية قوية.

المحللون والسياسيون علقوا على نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية ورأى كثير منهم أن أهمية ما حصل لا تكمن في أن إيمانويل ماكرون فاز في الإنتخابات، وأنه سيصير أصغر رئيس فرنسي (39 سنة)، ولا هي في أنه ألحق الهزيمة بمارين لوبن، القوى التي تكره الأجانب والتي استغلها أيضاً الرئيس دونالد ترامب. تكمن أهمية فوز ماكرون في أنه حقق فوزاً صلباً للإتحاد الأوروبي المصاب بكثير من الإحباطات، وهكذا أعاد تاكيد الفكرة الأوروبية وموقع أوروبا في عالم يحتاج إلى إلى قوته وقيمه.

إقرأ : ماكرون يعلن مرشحيه لانتخابات يونيو البرلمانية

التحليلات أكدت إن هذا الحدث كان حاسماً، لأنه أتى عقب القرار المريع لبريطانيا العام الماضي بالخروج من الإتحاد الأوروبي، وفي مواجهة جهل ترامب البائس لأوروبا. وأكد ماكرون رسالته من خلال خروجه لمخاطبة مؤيديه في باريس على أنغام "نشيد الفرح" لبيتهوفن بدلاً من النشيد الوطني الفرنسي، كإشارة إنفتاح قوية.

اما بالنسبة للوبان فقد رأى كثيرون أن فوز ماكرون مكن من تقويض زخم لوبان لأوروبا قومية وعنصرية. لقد دعمها الرئيس فلاديمير بوتين لأنه كان يريد تفتيت الوحدة الأوروبية وقطع الرابط الأوروبي مع الولايات المتحدة. وعوض ذلك، صمد الوسط ومعه الحضارة. إن أوروبا فيديرالية هي الأساس للإستقرار والإزدهار الأوروبيين في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

إنها توفر الفرصة الأفضل للأوروبيين الشباب للوفاء بوعودهم. إنه "المصير الأوروبي المشترك" وفق ما قال ماكرون في خطاب إعلان الفوز، واقفاً أمام العلمين الفرنسي والأوروبي. والتفكير خلاف ذلك يتطلب نسيان التاريخ. ولا عجب أن تسارع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، على لسان الناطق باسمها، إلى إدعاء الفوز لأوروبا قوية وموحدة 

إقرأ ايضا:

فوز ماكرون برئاسة فرنسا ينعكس إرتياحا في أسواق المال وتحسنا بسعر اليورو