أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

"نحن نريد أن نحدث فرقا وأن نقدم شيئا ما للبشرية فإن معظم الإختراعات العظيمة، وغيرها من الصناعات تبدأ عادة مع حلم الطفل بأن يفعل شيئا عظيما حين يكبر".

هذا ما كتبه فريق من الأفغانيات على موقعهن الإلكتروني وهو رسالة الى العالم الحر ودعوة له ليمد لهن يد العون في مسيرة طموحهن الكبير.

لم تستكن هذه المجموعة من الفتيات الأفغانيات لظروف الحرب وضعف الدولة والأمن في بلدهن، فاقتنصن فرصة الدراسة والتحصيل العلمي، في بلد سلب الفتيات حق التعليم منذ زمن بعيد. وفقا لموقع "hrw".

وقد أثبتن تفوقهن في مجال العلوم والتكنولوجيا الحديثة، مجال لطالما هيمن عليه الرجال دونهن، ومثلن بلادهن في منافسات أمام ألمع العقول الشابة في العالم.

ولكن بعد التغلب على معوقاتهن المفروضة بحكم الواقع، وجد فريق الروبوتات وهن ست فتيات أفغانيات عقبة لم يستطعن ​​إزالتها: فقد وقفت حكومة الولايات المتحدة، أمام طموحاتهن بحرمانهن من الحصول على تأشيرات لحضور مسابقة الروبوتات في واشنطن العاصمة.

ولم يجدن بدّا من شحن الروبوت الذي قمن ببنائه إلى الولايات المتحدة، أما الفتيات أنفسهن فسوف يشاركن عبر سكايب. علما بأنه قد سمح لجميع الفرق الأخرى تقريبا، بما في ذلك فرق من الدول الممنوعة بموجب الحظر المفروض على السفر الى الولايات المتحدة، مثل إيران والسودان.

إقرأ: زفاف يتحدى جدار ترامب بين المكسيك وامريكا

خيبة أمل 

في الأيام التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، سمع الأمريكيون الكثير عن الفتيات الأفغانيات. طبعا وفق الصورة النمطية للنساء في بلد عصفت به لعقود حرب طاحنة وأفكار متطرفة..

كانت لورا بوش وكوفي عنان وشيري بلير وهيلاري كلينتون من بين الذين تحدثوا في الأسابيع التي تلت الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ودعوا العالم لمساعدة النساء الأفغانيات.

لكن لا شيء تغير البتة، واليوم تشعر العديد من النساء الأفغانيات بالخيانة والتقصير بحقهن ممن زعماء العالم الحر. إذ تقوم إدارة ترامب بصياغة استراتيجية جديدة لأفغانستان، لكن النساء والكتاب ومحو الأمية ليست من أولويات هذه الإستراتيجية. 

وما يزيد الوضع سوءً هو انخفاض ​​عدد الفتيات الملتحقات بالمدارس في أجزاء واسعة من أفغانستان بسبب تزايد انعدام الأمن والفقر وضعف الدعم المقدم من المانحين.  في وقت تزداد فيه قبضة طالبان على البلد، وتزداد معها رغبة الحركة المتطرفة في حرمان الفتيات من التعليم.

هذا السياق يجعل إنجازات فريق الروبوتات استثنائية، خصوصا إذا ما علمنا أن الفتيات في سن المراهقة، وهي سن تغادر فيها العديد من الفتيات الأفغانيات المدارس والسبب هو انتشار زواج القاصرات، وعمل الأطفال، ونقص المدارس الثانوية للفتيات، والحواجز الاجتماعية. 

وهناك 66 في المئة من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 12 و 15 سنة غير ملتحقات بالمدارس. في بلد لا تحسن فيه ما نسبته 37 في المئة فقط من المراهقات و 19 في المائة من النساء البالغات القراءة والكتابة.

إقرأ أيضا: من المدنية الى الغاب.. قصة لاجئين تاهوا في مجاهل البلقان