أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)

كشفت وثائق زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، التي نشرتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن أحداث مثيرة بينت طبيعة العلاقة بين تنظيم القاعدة والعالم وطرق تفكيره والنهج الاجرامي للتنظيم.

حياة اسامة بن لادن وفكره الذي أنشأ من خلاله أكبر تنظيم متطرف في العالم تعود إلى الواجهة من جديد بعد رفع وكالة الاستخبارات الأمريكية الحظر عن دفعة جديدة من الوثائق الاربعمئة وسبعين ألفا التي استولت عليها حين القت القبض على بن لادن في عملية أبوت اباد.

هذا المرة تم رفع الحظر عن ملفات غاية في الأهمية وهي:

الجريدة الشخصية لـ"ابن لادن" و18 ألف ملف وثائقي، ونحو 79 ألف ملف صوتي ومصور، وأكثر من عشرة آلاف ملف يتضمن أفلاماً مصورة.

كنز معلوماتي تم كشفه من خلال تلك الوثائق ولكن ما الذي جعل كشف هذه الدفعة من الوثائق أمرا غاية في الأهمية؟ البداية من وثيقة تتألف من تسع عشرة صفحة لم يسبق لها مثيل تحتوي على تقييم قائد كبير في القاعدة لعلاقة الجماعة مع إيران.

إذ يوضح كاتب هذه الوثيقة أن إيران عرضت على تنظيم القاعدة كل ما يلزم بما في ذلك المال والسلاح والتدرّب في معسكرات "حزب الله" بلبنان، مقابل ضرب المصالح الأمريكية في السعودية والخليج.

ويروي الكاتب بعد ذلك دخول أفراد القاعدة إلى إيران بموافقة السلطات الإيرانية وتجمع الكثير منهم بمدينة زاهدان، لكنه يتهم العناصر بخرق الاتفاقيات مع الجانب الإيراني من خلال الظهور والتجمع علنا ومحاولة الاتصال بالخارج عبر الانترنت، فألقي القبض عليهم.

ووفقا للكاتب، فقد كان تعامل الإيرانيين جيدا مع مسلحي القاعدة بعد القبض عليهم، ليس ذلك فحسب بل تم الكشف عن أبرز ما يبحث عنه العالم في هذا الوقت، إذ أصبح من الممكن للجميع رؤية وجه حمزة بن لادن كشاب للمرة الأولى.

ويظهر حمزة في مقطع مصور خلال حفل زفافه في قاعة يعتقد أنها في ايران وبحسب ما أظهرته الوثائق فإن زواجه كان على ابنة أبو محمد المصري، وهو قائد عسكري كبير في القاعدة.

كما يظهر الفيديو عددا آخر من كبار الشخصيات في تنظيم القاعدة، بمن فيهم محمد إسلمبولي، شقيق قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات.

ولكن ما لفت نظر الباحثين هو أن حفل زفاف حمزة كان عاما، إذ يبتسم فيه المشاركون ويضحكون ويغنيون. وأنه ليس هناك أي دليل على الأمن في المداخل أو في أي مكان آخر.

لكن إقامة حمزة بن لادن ومسؤولين آخرين من التنظيم في ظل حماية السلطات الإيرانية أو تحت إشرافها كانت الأبرز في هذه الوثائق، إذ بقي حمزة طويلا داخل إيران. 

وأثناء وجوده، كتب حمزة  في يوليو/تموز ألفين وتسعة  إلى والده متحدثا انه انفصل عنه وهو في سن الثالث عشرة وقد أصبح الآن اي ذلك الوقت شابا تغيرت ملامحه وهو الان لديه طفلان أحدهما اسماه أسامة والأخرى اسماها خيرية على اسم أمه.

ومن خلال ما جاء فان حمزة بن لادن جلس طويلا في ايران مع كبار القادة مثل سيف العدل، وأحمد حسن أبو الخير، وأبو محمد المصري، وسليمان أبو غيث وغيرهم من كبار القادة وهذا ما أثر فعليا على فكر القادة الأوائل وأيضا فكر حمزة الذي يرجح أن يصبح زعيما جديدا للقاعدة.

هناك العديد من النقاط التي تجعل من تلك الوثائق غاية في الأهمية نتابع استعراضها في الجزء الثاني من التقرير المخصص عن وثائق اسامة بن لادن السرية.

اقرأ أيضا
عبدالله بن زايد: المنطقة تعاني الإرهاب المدفوع من انظمة

الجبير: دعم قطر للإرهاب ساهم في زعزعة أمن المنطقة