أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (تحليل)
علاقة القاعدة مع إيران قد تم توثيقها عدة مرات، فالقاعدة هي رهن في يد الحكومة الإيرانية. ولكن ماذا تستفيد القاعدة من هذه العلاقة؟ وما هو الثمن الذي تدفعه في المقابل؟ هذه هي الأسئلة التي نتابعها في تحليل اليوم:

في رسالته التي تم نشرها في 25 من شهر أغسطس الماضي، دعا زعيم القاعدة أيمن الظواهري أتباعه وأنصاره لكي يجهزوا أنفسهم لحرب عصابات طويلة الأمد في العراق. الظواهري ادعى بأنه يريد انقاذ السنة من الطغيان الإيراني. في الوقت ذاته الذي كان يرسل فيه هذه الرسالة، استمر الظواهري في إبقاء قيادته العليا في إيران، واستمر في الحفاظ على علاقته مع أعلى المستويات في الحكومة في طهران. 

لا يوجد طريقة أخرى لتفسير هذا، فمن الواضح بأن الظواهري يكذب، ولكن لماذا؟

أحد الأسباب أنه لم يعد من الممكن إنكار الأدلة على العلاقة بين القاعدة وإيران:

وثائق وجدت في المجمع الذي كان يسكن فيه أسامة بن لادن في أبوت آباد تشير بوضوح بأن القاعدة تتعامل مع إيران. 

أصدرت الولايات المتحدة مراراً إتهامات ضد أعضاء القاعدة في إيران، ولكن إيران لم تكن تستطيع أو لم تكن تنوي الرد على هذه الإتهامات. إضافة إلى ذلك، ففي العديد من المرات تحدث المفتي السابق للقاعدة أبو حفص الموريتاني بشكل صريح عن هذه العلاقة. 

نفاق الظواهري حول موضوع إيران أصبح نقطة ضعف كبيرة، حتى أن داعش أصبح يهاجم القاعدة بشكل دائم حول هذا الموضوع. ففي مجلة دابق التابعة لداعش في إصدارها لشهر يناير كانون الثاني 2016، ذهبت إلى أبعد من ذلك حيث أشارت إلى أن الظواهري يقوم باحتواء الشيعة وإيران.

سر الظواهري الغامض: إيران

                                                                    محمد الحصم

 

 سر الظواهري الغامض: إيران

                                                                جابر عبدالله الجلاهمة

من المستحيل بأن يقوم الظواهري بدرء هذه الاتهامات من دون دفع ثمن باهظ. 

هناك حركة غير مسبوقة من داخل القاعدة ومؤيديها لانتقاد الظواهري بقسوة حول العلاقة الغريبة بين إيران والقاعدة. في 13 مارس، قام جابر بن عبدالله الجلاهمة ومحمد بن عبدالله الحصم، وهما إسمان معروفان ضمن الأوساط الجهادية، بإصدار خطاب مفتوح يدين الظواهري والقاعدة بسبب "الانحراف الواضح". وقاما أيضاً بالتساؤل حول علاقة تنظيم القاعدة المشبوهة بإيران، والتي كانت كما وصفاها بأنها مصدر معاناة للسنة. هذا النوع من الضغط على الظواهري سوف يستمر بالازدياد. 

انفصال جبهة النصرة المزعوم عن القاعدة كان أشبه بخدعة على شكل هيئة جديدة لتحسين صورة التنظيم. مع ذلك، فقد كان هذا الانفصال أيضاً محاولة لتنأى جبهة النصرة بنفسها عن اسم القاعدة الملوث. وفي هذا الصدد، فإن علاقة القاعدة بإيران المبنية على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، كانت على الأرجح أحد العوامل التي دفعت النصرة للانفصال عن القاعدة. 

على المرء أن يتسائل كيف أن كبار قيادات القاعدة مثل سيف العدل وأبو الخير المصري قد وصلوا إلى سوريا من بعد سنوات كانوا قد قضوها بسلام وطمئنينة في طهران، والآن يتم التعامل معهم وكأنهم جهاديون من مستوى متدن في سوريا، مع الأخذ بعين الإعتبار علاقاتهم الإيرانية واسعة النطاق.

العلاقة مع إيران وضعت القاعدة في موقف ضعيف، لأن كل القوة في هذه العلاقة هي بيد إيران، ولا يوجد للقاعدة أي نفوذ. 

العلاقة مع إيران وضعت قيادات القاعدة العليا بشكل كامل تحت رحمة إيران. 

نعم، من المعروف أن إيران تستخدم وكلاء مثل حزب الله، ولكن قيادة القاعدة العليا ذات قيمة ضئيلة جداً بالنسبة لإيران. في الواقع، إيران تنظر إلى قيادة القاعدة العليا بأنه من الممكن التخلص منها بسهولة. 

في النهاية، إذا ما رجعنا للسؤال الذي طرحناه في البداية، فإن الظواهري قد أعطى كل شيء لإيران في هذه العلاقة الغريبة والمبنية على النفاق، ولم يأخذ أي شيء في المقابل. بمعنى أخر، لقد كانت هذه التجارة خاسرة بشكل كبير للقاعدة. وهذا بحد ذاته يعطي دلالة واضحة حول قيادة الظواهري الضعيفة، والموقف الخاسر الذي وضع القاعدة فيه.

إقرأ أيضاً:

الظواهري يتوجه برسالة لانصاره في سوريا.. فمن هم؟

افراد من "القاعدة" في سوريا يخططون لتنظيم أكثر تشدداً