أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

بعد أن اعتمد تنظيم "داعش" الإرهابي تسيمة "ولاية" على المناطق الخاضعة لسيطرته، ظهرت ما يمكن وصفها بكتل سرطانية، في بعض الدول التي تعاني مشاكل أمنية وسياسية.
هذه الكتل هي عبارة عن مناطق نفوذ لجماعات متطرفة قامت بمبايعة زعيم التنظيم الذي اتخذ من مدينة الرقة السورية عاصمة لدولته المزعزمة، وهذا المد السرطاني العابر للحدود وصل تأثيره  إلى المنطقة القبلية الواقعة داخل الحدود الباكستانية الحالية مع أفغانستان منذ مطلع العام  2015، ومن هذه المنطقة بدأ مقالتوه بالتسرب الى الأراضي الأفغانية ومنذ ذلك الحين بدأت ملامح حضوره في تلك المنطقة بالظهور، وفي أفغانستان بشكل خاص، الى أن أعلن التنظيم عن ولادة ما يسمى  بولاية خراسان.

كيف ظهر داعش في  أفغانستان

ظهر التنظيم الإرهابي لأول مرة في منطقة وزيرستان الباكستانية إثر انشقاقات حصلت في حركة طالبان بعد مقتل حكيم الله محسود أمير حركة طالبان باكستان في هجوم لطائرة أميركية بدون طيار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، حيث برزت في حينه لخلافة محسود ثلاثة أسماء قوية، هم: المولوي فضل الله الزعيم الحالي لحركة طالبان باكستان، وسيد خان سجنا، وحافظ سعيد خان ، ولما حسم الخلاف ونصب المولوي فضل الله أميرا على حركة طالبان باكستان انشق حافظ سعيد خان عنها، وبدأ يقود مجموعته المسلحة في منطقة "أوركزاي" بعيدا عن الجسم العام لحركة طالبان باكستان، إلى جانب بعض المجموعات الأخرى التي انشقت عن طالبان، أو لم تكن تجد لنفسها مكانا داخل الحركة.
إقرأ ما فاتك:

أهالي منبج يرون قصص معاناتهم تحت احتلال داعش

حمزة.. إيلان.. عمران.. صورة من هي التالية؟

ماهي ولاية خراسان وكيف ولدت

في منتصف يناير/ كانون الثاني 2015 اجتمع أمراء عدة مجموعات مسلحة من مناطق قبلية باكستانية ومن داخل أفغانستان في منطقة ما على الشريط الحدودي بين باكستان وأفغانستان، وبايعوا "حافظ سعيد خان" أميرا لهم، والملفت أن التنظيم لم يقبل انضمام عناصر جدد إليه إلا اولئك الذين قاتلوا الى جانب حركتي طالبان أفغانستان وطالبان باكستان ويتحدر جمعيهم من مدرستين فكريتين هما "السلفيون" و"إشاعة التوحيد"
ولكن التنظيم لم يفلح عموما بإدارة ولاياته، إذ أن الخلافات على السلطة المستشرية في صفوف قياداتها، ورفض المجتمعات المحيطة بها الاندماج في هذا التيار المتطرف، أدت الى تخلخل دعائم هذه الولايات جاعلة منها أشبه ما تكون بمشاريع على ورق لم يبصر أي منها ضوء الحقيقة.

ففي الأمس القريب بدت ملامح هذا الخلاف المستعر بين قادة الجماعات المنضوية تحت سلطة "داعش" بشكل جلي وواضح، فمنذ تعيين أبو مصعب البرناوي على رأس حركة بوكو حرام بعد تضارب الأنباء حول مصير سلفه "أبو بكر شيكاو" والتنظيم يسعى جاهدا ليسوق نفسه بصورة المتماسك، ولكن دون جدوى، أعقب ذلك خلافات ولغط حاد بين صفوف منتسبيه وعناصره حول هوية الشخص الذي سيحل محل "حافظ سعيد خان" رأس جماعة "داعش ـ خراسان" والذي قتل إثر غارة جوية.
هذه التفاصيل مجتمعة وسواها، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن تنظيم "داعش" الإرهابي أوهن مما يبدو عليه، وأضعف من الصورة التي خرج بها أمام العالم، موهما خصومه بأنه أقوى من أن يقهر. 

إقرأ كذلك: "هارفارد" تكشف وثائق سرية عن صناعة بشار الأسد لداعش