أخبار الآن | كابول – أفغانستان – (وكالات)

رفضت عائلة زعيم طالبان افغانستان الراحل الملا عمر مبايعة خلفه ودعت العلماء الى تسوية خلاف يتفاقم في اوساط المتمردين بخصوص انتقال السلطة…واُختير الملا اختر منصور زعيما جديدا لطالبان الجمعة بعد الاعلان عن وفاة الملا عمر، لكن سرعان ما برزت الخلافات بين منصور والذين رفضوا اختياره ومن بينهم نجل الملا عمر، يعقوب وشقيقه الملا عبد المنان.

 وصرح عبد المنان في رسالة صوتية نشرت الاحد ان "عائلته لم تبايع احدا وسط هذه الخلافات" من دون تسمية الملا منصور.

    وانسحب نجل الملا عمر، يعقوب وعدد من اعضاء مجلس قيادة طالبان من الاجتماع الذي اعلن فيه تعيين منصور زعيما جديدا، ورفضوا مبايعته على ما اكد مصدر في طالبان لوكالة لفرانس برس.

واضاف "نريد من العلماء حل الخلافات عوضا عن مبايعة اي طرف كان"، وذلك في التسجيل الذي اكدت مصادر في طالبان انه فعلا لعبد المنان.
              
واضاف "يشعر قسم من اعضاء التمرد بالاضطراب ويحتاج الى اجابات من منصور وحلفائه: فلماذا اخفوا وفاة الملا عمر طوال سنتين؟ هل خدعونا عبر اصدار تصريحات مضللة باسمه لخدمة مصالحهم؟"
              
كما يعارض الكثيرون ما يعتبرونه ضغطا من باكستان لاجبار طالبان على اجراء محادثات سلام باشرة مع الحكومة الافغانية.
              
ويعتبر منصور ونائباه المعينان وهما هيبة الله اخند زاده وسراج الدين حقاني مقربين من المؤسسة العسكرية الباكستانية التي دعمت تاريخيا طالبان.
              
ويعتبر الملا منصور برغماتيا ومؤيدا لمحادثات السلام ما يزيد الامال في ان يمهد انتقال السلطة لانهاء حرب افغانستان المزمنة والدامية.
              
لكن وفاة الملا عمر القت بظلها على عملية السلام الحساسة، وادت الى ارجاء الجولة الثانية من المحادثات التي كان انعقادها مقررا يوم الجمعة الماضي في باكستان.

 وتمّ تعيين الملا منصور خلال اجتماع عقد في مدينة كويته، عاصمة إقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان. كذلك تم تعيين نائبين للزعيم الجديد، وهما، نجل الزعيم الراحل، الشاب الثلاثيني ملا محمد يعقوب، والذي تخرج أخيراً من إحدى المدارس الدينية في مدينة كراتشي الباكستانية، ونجل زعيم شبكة حقاني، جلال الدين حقاني، سراج الدين حقاني. غير أنّ غياب بعض أعضاء مجلس شورى عن الاجتماع، كان دليلاً على الخلافات القائمة، والتي قد تؤدي إلى تمزّق طالبان التي وصفت بـ"المتماسكة" منذ نشأتها عام 1994، حتى نشوء تنظيم داعش وتمدده إلى الأراضي الأفغانية.

بدأ الخلاف الجذري قبل أشهر بين المجلس السياسي، أي مجلس الشورى، والذي يقوده الملا منصور، والمجلس العسكري الذي كان يقوده الملا عبد القيوم ذاكر، على خلفية المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، إذ كان الأوّل داعماً لعملية السلام، أمّا الثاني، فيرفض الحوار كلياً