أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نهاد الجريري)

على قناة (أعماق) الذراع الإعلامية لداعش، ظهر مساء الاثنين، ٢٠ أبريل، مقطع فيديو لما قيل إنه حطام طائرة أسقطها مقاتلو التنظيم في ولاية (كابو ديلغادو) شمال الموزمبيق في تاريخ ٨ أبريل.

ويبدو أن الطائرة هي إحدى ثلاثة تعود ملكيتها إلى شركة أمنية استعانت بها حكومة الموزمبيق للقضاء على جماعة التنظيم هناك.

يُرجح أن تكون هذه الشركة تابعة لـ (إريك برنس) صاحب Blackwater الأمريكية التي كانت تعمل في العراق. ويُعتقد أن هذه الشركة استلمت المهمة في الموزمبيق من مرتزقة (فاغنر) Wagner الروسية. 

الرابط الروسي

دخل مرتزقة (فاغنر)، التابعين للروسي (يفغيني بريغوجين) المقرّب من الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)، شمال الموزمبيق في سبتمبر/اكتوبر ٢٠١٩ بعد اجتماع بين رئيس الموزمبيق (فيليبي نيوسي) مع (بوتين) في أغسطس من نفس العام. تألفت الفرقة من ٢٠٠ مقاتل كان من المفترض أن يقدموا الإسناد إلى جيش الموزمبيق. لكن غرورهم على ما يبدو وثقتهم الزائدة انقلبت عليهم. لم يفهموا الطبيعة: لا الجغرافيا ولا ثقافة المجتمع الذي يقاتلون فيه. قتل منهم داعش عدداً غير محدد. فاضطروا للانسحاب إلى قواعدهم في مطار (نكالا) القريب من مقاطعة (كابو ديلغادو). ولاحقاً، استعانوا بـ Blackwater. 

توزيع الطعام

منذ نهاية الشهر الماضي، زادت هجمات مقاتلي ما يُعرف (بولاية وسط إفريقيا) وتغيّرت استراتيجيتهم وكأنهم يحضرون لموطئ قدم في هذا البلد جنوب القارة الإفريقية. 

في ٢٣ مارس، وعند ساعات الفجر، اقتحم مسلحون بلدة (ماسيمبوا دا برايا) في إقليم (كابو ديلغادو)، وهي ميناء قريب من الحدود الشمالية مع تنزانيا، والأقرب إلى إلى جزيرة (أفونغي) حيث مشاريع غاز بمليارات الدولارات تملكها شركات عالمية. 

قتلوا رجال الشرطة والجيش في البلدة وحرقوا المباني الحكومية واستولوا على مخزن للأسلحة قبل أن ينسحبوا منها عند العصر تقريباً. 

في اليوم التالي، اقتحموا بلدة في ضاحية كيسانغا، وفعلوا نفس الفعل قبل أن ينسحبوا. 

وبعد أسبوع تقريباً اقتحموا أربع قرى في ناحية (مويديمبي) من الإقليم نفسه، وبلدة (بيليبيزا) في ناحية (كيسانغا). 

واتبعوا نفس الأسلوب: يقتحمون البلدات في ساعات الصباح يقتلون العسكر والشرطة، يحرقون المباني الحكومية بما فيها المدارس، ويستولون على الاسلحة، يطلقون سراح السجناء، وينهبون البنوك، ويسرقون الطعام. ويوزعونه على المتعاطفين معهم و”من يواليهم.” يخطبون في الناس ويرفعون راية داعش قبل أن ينسحبوا من المكان. 

قبل سنتين كانوا يقتحمون البلدات وهم ملثمين؛ يقطعون الرؤوس ويحرقون المباني. أما اليوم، فلهم مصلحة على ما يبدو في الإعلان عن أنفسهم. 

الشباب

يعرّفون عن أنفسهم باسم “الشباب” ولا علاقة لهم بجماعة الشباب في الصومال. بدؤوا كطائفة دينية عام ٢٠٠٨. ويعتقد أنهم تأثروا برجل دين كيني اسمه (آبود روغو)، كان متطرفاً ومطارداً من السلطات الكينية. 

كانت لهم تعاليمهم الدينية التي لم تتوافق مع المسلمين الآخرين في موزمبيق لا الصوفيين ولا الوهابيين منهم. حاولوا بناء مساجد ومدارس خاصة بهم في العام ٢٠١٠، وهو ما رفضته الدولة. فقرروا في ٢٠١٥ حمل السلاح ضدها وضدّ كل من يواليها. 

مصدر الصورة: AFP

للمزيد: داعش يثبتوجهة نظرباحتلال مؤقت لبلدتين في موزمبيق