أخبار الآن | العاصمة تونس – تونس – (أحمد اللاّلي)

عُرفت ظاهرة الهجرة غير الشرعية من تونس إلى أوروبا منذ تسعينات القرن الماضي، وبلغت ذروتَها بعد الثورة التونسية سنة 2011، حيث دفع الإنفلات الأمني الشباب إلى الإبحار خلسة نحو إيطاليا. فكان بعضهم محظوظا بوصوله إلى الضفة الشمالية للمتوسط بينما يظل مصير آخرين مجهولا بالرغم من محاولات ذويهم البحث عنهم. 

فقد عماد السلطاني إبني أخيه في رحلةِ مطلعِ سنةِ 2011، وقد كان هذا دافعا شخصيا له لكي يُكَوِنَ جمعيّةَ “الأرض للجميع” وهو ينتقد ضمنيا ومن خلال هذا الإسم الإجراءات التضييقيّة للحصول على التأشيرات لأوروبا.

يناضل عماد وذلك لمعرفة مصير الشباب التونسي المفقود، ويتنقل بين تونس وايطاليا وباقي البلدان الأوروبية، ويلتقي ممثلين عن الجمعياتِ المدنيّة والحكومات في سبيل التعريف بقضيته المشروعة.

وفي ظل تواصل هذه الظاهرة واستمرار فقدان وغرق الشباب التونسي في عرض المتوسط، فإنه قد اختار أيضا أن ينظم أنشطة رياضية وثقافية للشباب، حتى ينشغلوا عن التفكير بالهجرة، لأن الوقاية خير من العلاج بحسب رأيه.

هي المأساة ذاتها بالنسبة لفاطمة الكسراوي، أم تتألم حيث يظل مصير ابنها رمزي مجهولا منذ ربيع مارس عام 2011. حيث أنه قد وصل الى ايطاليا سالما، لكنه اختفى فجأة حسب قولها.

استغلت فاطمة المناخ الديمقراطي بعد الثورة لتنشأ جمعية “أمهات المفقودين” رفقة سبعة من أمهاتهم وأقاربهم، خاصة أنها قد سئمت وعود السياسيين وتسويف من كانوا بالحكم مباشرة بعد الثورة، لتأخذ قضايا المفقودين على عاتقها.

يظل أمل عماد وفاطمة قائما وهو ما يحفزهم على أن يستمروا في العمل التطوعي وذلك سعيا منهم إلى معرفة مصير الشباب التّونسي المفقود، وتتواصل تضحياتهم الممزوجة بالحرقة واللوعة وسعيهم لسماع إجابة رسميّة ربما تشفي غليلهم.

 

اقرأ أيضا:
تونس تمدد حالة الطوارئ لمدة شهر

1400 دولار للهجرة غير الشرعية من تونس لأوروبا