أخبار الآن | درعـا – سوريا (عبد الحي الأحمد)

معَ كلِ قذيفةٍ تَسقطُ على منازل السوريين, وعَقِبَ كلِ غارة جوية تنفذها طائراتُ النظامِ وحلفائه، هناك قِصةُ نزوح لعائلة أو تشرد, إن لم تكن حِكايةً تبدأ بموت أحد الأفراد وقد لا تنتهي إلا بفاجعة.

أبو ضاحي هو أحد سكان مدينة درعـا السورية, أصيب بشلل نصفي وخسر خمسة من أبنائه خلال سنوات الثورة.

على أريكته يجلسُ الحاج الستيني أبو ضاحي مُرغَماً وليس بإرادته, فمنذ سنوات أصيب بشظايا قصفٍ عشوائيٍ إستهدفَ مدينةَ درعـا جنوب البلاد, حينها كان منزله قائماً وأبنائه لا زالوا على قيد الحياة.

يتحدث أبو ضاحي عن إصابته بحرقة قلب: "وأني طالع على صلاة المغرب, قلتلهم بنادي بدي أروح أصلي, قالوا اتصوب أبوي, لحقوني مثل الذياب, وين أسع بدهم يلحقوني! راحوا خمسة".

فقد أبو ضاحي خمسة من أبنائه في المعارك ضد قوات النظام من بينهم الناشط الإعلامي أيمن بجبوج الذي قضى برصاص مجهولين في درعـا البلد.

لا تُختزل آلام هذا الرجل بشلله النصفي وثكله لفلذات كبده فقط, فالمأساة تكمن في التفاصيل, إنهم هؤلاء الأحفاد الذين باتوا يعيشون معه في منزل نصفه قد سوي بالأرض لتتحول حياة من تبقى من أبنائه إلى سباق مستمر خلف رغيف الخبز.

يتابع الحديث الحاج رجا بجبوج: "حاليا حالتي واقفة, أقلك أني أبو زيد!, أني بارك بستنى رحمة الله, ما قلتلك قبل شوي إن أب الأولاد راح يدبر حق خبزات, وما قال لهذا سوي قهوة , كنت بدي أضربه على خلقته , من وين بدك تسوي قهوة!".

قد تكون الحرب قد نالت من جسد أبي ضاحي فأقعدته وكَلَمَت قلبه بأحبائهِ إلا أنه لم يخفِ دعمه المستمر للثورة السورية فهو كما يقول لم يعد لديه شيء ليخسره.
 
وعن موقفه من مآلات الثورة يتحدث أبو ضاحي: "الدور اتدمرت والشباب دمروها, شو ضل, بدو يرجع الحكم!, لأ, يا بنكون تحت التراب يا بنكون أخذنا النصر, هذا يلي بطلبه من الله, بطلب من الله ينصرنا".

تحت ركام هذه المباني تختبئ آلاف القصص المماثلة لسوريين قدموا الغالي والنفيس لنيل حريتهم والعيش بكرامة بعيداً عن سياط الديكتاتورية.

 

اقرأ أيضا:
ضابط في قوات النظام يهدد اللاجئين بالقتل اذا عادوا الى سوريا

قتلى وجرحى في قصف صاروخي لقوات النظام على قرى جبل الزاوية