أخبار الآن | لبنان – تريسي ابي انطون

بين الامل بالعودة الى احضان الوطن وبين التحدي والصبر على الشدائد في بلاد المغترب يواجه حسام مصيره متمسكا بأمل العودة الى سوريا … على الرغم من السنوات الست التي ابعدته عن كل أحلامه وآماله ويحقق ما يصبو اليه بالدراسة والعمل وبناء سوريا أجمل مما كانت عليه من قبل.

في شخصية حسام محمد علي، تحاول الآلام أن تتسلل إلى طاقات الأمل، فتنتصر حيناً وتفشل أحياناً كثيرة، وغالبا ما تكشف عن مشاعرَ طوّاقة للدار والأرض والأهل في ريف دمشق.

يؤكد حسام على رغبته بالعودة الى سوريا عاجلا غير اجل لم يعد يحتمل كل هذا البعد ست سنوات من العمر مضت بدون فائدة ويقول لم نكن نتوقع ان نهجّر ونصل الى ما وصلنا اليه الله يفرجها يارب ونرجع لبلادنا ونعمرها احسن من الاول.

ابن الثانية والعشرين عاماً، يعيش صراعات داخلية، اجهزت على قدرته للتأقلم مع الوضع الراهن. فبين الحسرة على عدم إكمال دراسته واكتساب مهنة، والشعور بالذنب تجاه أهله نتيجة إصابة تلقاها في الحرب، يحتلّ الهمّ تفكيره ويطارده، فلا يفارق في أيامه الطويلة المملّة.

لم احظ باكمال دراستي ولم اتعلم مهنة ولا استطيع ان اكون عونا لاسرتي كل ما اتمناه ان اعين اهلي بعد ان اشفى مما اصابني.

يتذكّر حسام رفاقه بين من هُجّر إلى الخارج وبين من نزح إلى المناطق الأكثر أماناً وأولئك الذين ماتوا بسبب الحرب.

ايام حلوة كنا نقضيها مع الاصدقاء في احدى المدارس كنا نلعب كرة القدم وبدها نعود لبيت صديقي لنجلس على السطح ونشرب الشاي او الفهوة ونستمتع باوقاتنا ذكريات لاتمحى من الذاكرة الله يقرجها ونرجع 
مجموعة صور فقط حملها حسام معه من سوريا الى لبنان، تنعش روحه وتبلسم جراحه.

تركت جزء من حياتي خلفي وخرجت وخسرته وبتأمل أن ارجع  ولم استطع أن احمل شيئا من ذكرياتي فقط بعض الصور التي كلما اراها شعر بالراحة والامل.

ورغم الذنب الذي يلاحقه، والأسف على ما آلت إليه حاله، يرفض حسام الخضوع، فآثر على تربية الطيور، يبيعها في مخيّم النزوح وجواره، في مساهمة ولو بسيطة تجاه أهله، وفي انتصار مقدّر على عجزه.

 

اقرأ ايضا:

"أن يكمل أطفالنا تعليمهم" أولى أحلام اللاجئين

القلب ينبض سوريا عند اليافعين