أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عطاء الدباغ)

أمتار قليلة تفصل القوات العراقية عن السيطرة على أهم المناطق في مدينة الموصل شمال البلاد، وهي "الموصل القديمة" التي تحوي جامع النوري الكبير الذي نصب فيه زعيم داعش أبي بكر البغدادي نفسه خليفة على أتباعه.

وكنا في أخبار الآن قد أعددنا تقارير تلفزيونية تتحدث عن أهمية هذا الجامع بالنسبة لقادة داعش ومقاتليه؟ وما قد يحصل للتنظيم في حال استعادته القوات العراقية التي باتت الآن تقف على مقربة منه؟؛ مرحلة فاصلة وهزيمة جديدة قد تضاف إلى سلسلة هزائم التنظيم.

اللواء حيدر يوسف عبدالله – قائد فرقة مغاوير النخبة في الشرطة الإتحادية
تخوض القوات العراقية في الموصل القديمة مرحلة هي الأصعب في إطار حملتها العسكرية لتحرير المدينة من تنظيم داعش؛ صعوبة هذه المرحلة تتجلى في جانبين، عسكري حيث حرب شوارع تخوضها القوات ضد مقاتلي داعش في الموصل القديمة، التي تشمل احياء الفاروق والنبي جرجيس وسوق الشعارين، وهي المناطق الأكثر تعقيدا من الناحية العسكرية، بسبب شوارعها الضيقة وكثافتها السكانية، وانتشار قناصة التنظيم على أسطح المنازل، واستخدامه الطائراتِ المسيرةَ من بعد، كما أنه يَصْعُبُ على الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع اللذين يشتركان في تحرير تلك المناطق من الرد على عمليات داعش الانتقامية، خوفا على المدنيين الذين يتجاوز عددهم عشرين ألفا، من بين مئتين وخمسين ألف شخص مازالوا في الأجزاء القابعة تحت احتلال التنظيم.

أما في الجانب الآخر من صعوبة المعركة فيعود إلى رمزية المنطقة حيث يقع جامع النوري الكبير، وهو الجامع الذي ألقى فيه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي خطابه معلنا في حزيران/يونيو سنة 2014 الخلافة المزعومة والموصل عاصمة لها. وقد أجمع خبراء عراقيون عسكريون على أن حالة من الإنهيار قد تصيب أفراد التنظيم إذا ماتمت السيطرة على الموصل القديمة لما تحمله من رمزية في نفوس المقاتلين وقادته.

لكن بالرغم من الصعوبات التي تحيط بالمنطقة، إلا أن الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع باتت تقف على مشارفها، بمسافة لا تزيد على 300 متر، كما أن الخبراء أجمعوا على أن سقوط التنظيم قادم لا محالة، لكنهم في ذات الوقت عبروا عن خِشْيَتِهم من استمرار تعرض المنطقة التي يقع فيها الجامع إلى أضرار نتيجة القصف وعمليات إنتقامية يرتبكها التنظيم، مما قد يؤدي إلى تهديم المنارة التي تعلو المسجد، والذي يعود تاريخ تَأْسِيسِها إلى القرن السادس الهجري.

وفي شمال الموصل أصبح للقوات العراقية مَوْطِئُ قدم في ضاحية مشيرفة الشمالية بعدما أكلمت تحريرها، وتحاول التقدم نحو الأحياء القليلة المتبقية تحت احتلال داعش ومن بينها المدينة القديمة، لإطباق الحصار على أفراد التنظيم.

 

اقرأ أيضا:
حتى مقابر الموصل لم تسلم من إرهاب داعش

تحرير صناعية وادي عكاب وغانم السيد في أيمن الموصل