أخبار الآن | سوريا – الحدود التركية (معاذ الشامي)

خرج أهالي خان شيخون مرغمين من مدينتهم بعد المجزرة المروعة التي ارتكبتها طائرات النظام بحقهم بغازات السارين السامة، والتي أودت بحياة العشرات من أبناء المدينة، باحثين عن مأوى لهم بين الأراضي الزراعية على الحدود السورية التركية، علها تكون أكثر أمنا، رغم صعوبة العيش فيها ومرارة النزوح التي تلاحقهم.

لم يعد للنزوح سقف، يمكن الوقوف عنده من حيث الزمان أو المكان في سوريا، ففي كل ساعة قصص وحكايات. 

هذه الخيمة الفارغة التي تخلو من أبسط مقومات المعيشة، هي المأوى الوحيد الذي وجدته أم أحمد بعد طول عناء، بعدما نزحت من مدينتها مرغمةً، مع أطفالها الصغار أملاَ بالحياة و هرباَ من الغازات السامة، التي طالت معظم أقربائها و جيرانها في خان شيخون بريف إدلب.

إقرأ: النتائج تؤكد إستخدام غاز السارين في الهجوم على خان شيخون السورية

أم أحمد-نازحة من خان شيخون: على مدار الساعة الطائرات بالأجواء، كأسراب الحمام ذهاباً وإياباً، ورأينا مناظر لم نرها من قبل قط، ولن نعد إلى هناك، لأننا نخاف من أن يَقتُلَ أولادنا أمام أعيننا، وأنا لدي خمسة أولاد و خرجت لأجلهم، لو إقتصر الأمر عليَّ ما خرجت.

حال أم أحمد ليس مختلفا عن مئات الأسر التي خرجت من خان شيخون بقليل من متاعها، إلى هذه الأرض الزراعية على الحدود السورية التركية، باحثة عن مأوى أكثر أمنا بعدما هربت من بطش طائرات النظام وروسيا، التي لم تترك لهم طريقا للعودة، حتى لوداع من فقدوا في ذلك اليوم الذي لا يُنسى.

أم محمد القدح-أحدى الناجيات من مجزرة الكيماوي: نحن خرجنا من خان شيخون إثر قصفنا بالكيماوي، وبعدها قصفنا بالفراغي وغيره، لم يدخر سلاحا إلا وقصفنا به في خان شيخون، ولا يطاوعنا الوضع الراهن للعودة، وفي خان شيخون لدينا منازل وحاجيات لكن بعد الحادثة الشنيعة كرهنا كل شيء، والوضع هنا ليس على ما يرام، ينقصنا الكثير، من أغطية وإطعام، لا يوجد سوى هذه الخيمة فوقنا، حتى ما ننام عليه غير متوفر.

داخل كل خيمة من هذه الخيم قصص مؤلمة يرى أصحابها، أنها بدأت تتبخر كسابقاتها مع رفض العالم إنهاء معاناتهم ومحاسبة من كان سببا في تشريدهم.
 

إقرأ أيضاً:

غارات روسية مكثفة تستهدف خان شيخون شمال غرب سوريا

ردود الأفعال الدولية بعد الفيتو الروسي في مجلس الأمن