أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

منذ انطلاقتها مطلع العام 2011 وعلى غرار تغطيتها لجميع الثورات العربية، كانت قناة الآن في عمق الثورة الليبية، تتقصى آخر مستجداتها من الميدان ومع صفوف الثوار ترصد تحركاتهم وتقدمهم والمواجهات التي شهدها الشارع قبل الظفر بإسقاط نظام معمر القذافي وبعده.

"الإعلامية" حينما تكون صوت الثورة وترجمان الثوار

الزميلة جنان موسى هي إحدى المراسلات الأول اللواتي قمن بتغطية عمق الحدث الليبي منذ انطلاق الصرخة الأولى من ثورة الشعب وصولا الى دق طبول الحرب على الإرهاب الذي ضرب عموم الأقاليم الليبية.

إقرأ: خاص | الثورة الليبية.. من وقائع إسقاط النظام إلى لحظات الإنتصار على الإرهاب

وبالطبع ما كان لموقع أخبار الآن إلا أن يستمع لشهادتها عن تلك المرحلة المتوقدة من تاريخ ليبيا فتوجهت إلينا بدورها بالحديث الآتي: 

لعل أبرز التحديات التي واجهتني بعيد ساعات من وصولي  الى ليبيا في تلك المرحلة الحرجة التي مرت بها البلاد، كانت تتمثل في بعض المعوقات الثقافية، ليبيا بلد شقيق ولكن الفوارق اللغوية والجغرافية فرضت ظلها على الصورة التي أنظر إليها وتركت أمامي مجموعة من إشارات الإستفهام.. أنا لبنانية وكان كل ما أعرفه عن ليبيا هو أن اسم عاصمتها شبيه باسم مدينة في بلدي اسمها طرابلس وأعلم كذلك أن رئيس هذه الدولة رجل تصلنا عنه أخبار غريبة اسمه معمر القذافي، ومع مرور الوقت تمكنت بمساعدة الشعب الليبي الرائع من كسر تلك الحواجز وفهم طبيعة المجتمع بكليته من بدو وحضر وعرب وأمازيغ.

"جنان موسى في أول تجربة بث مباشر لها خلال تغطية أحداث الثورة" 

تجربتي على الأراضي الليبية كانت مزيجا من الإنفعال العملي متمثلا في اندفاعي لتقديم الأفضل مع كثير من الإيمان بقيم ذلك الشعب الذي تلمست في خطابه ومواقفه  نزق الثائر المتطلع لبناء وطن حر ديمقراطي تسوده قيم العدالة والمساواة.

ليبيا كانت بالنسبة لي نافذة انطلقت منها الى فضاء رحب، يدا بيد مع ثورة أمة تتوق الى الخلاص في رحلة لمواجهة مقامع الحديد والنار تلك التي لم يبخل القذافي على شعبه بالكثير الكثير منها حلقت بمعيتهم فوق صفحات من المعرفة، كنت لا أعلم أن تلك الصحراء الممتدة تحت عين الشمس تخفي بين كثبانها كنوزا من ثقافة ذلك الشعب الأصيل، زرت ديارهم وأمصارهم وعلمني إصرارهم  وتضحياتهم على طريق التحرر من قيد الإستبداد أن قابل الأيام مشرق وأن المأمول ممكن مهما اشتدت الخطوب.. أجد أنها كانت شراكة ما بين الإعلام كمؤسسة والثورة كفكر وكلاهما يتفقان على مفهوم الحرية والصدق والتجريد، وما بذله الشعب الليبي خير شاهد ودليل.



إقرأ: 
 الجيش الليبي في مواجهة داعش: صور فريدة من نوعها للمعركة في بنغازي

وقد أجرى موقع أخبارالآن "الإلكتروني"  كذلك لقاء مع الزميل جمال العريبي مراسل تلفزيون الآن والذي حاز السبق ليكون في عديد الأوائل ممن دخلوا الأراضي الليبية بعيد قيام الثورة بأيام قليلة وقد حدثنا عن تلك التجربة قائلا: 

"كنت من أوائل من أوفدهم تلفزيون الآن لتغطية أحداث الثورة الليبية، وكانت البداية على تلك الساحة المحترة من مدينة الزنتان التي وقع اختياري عليها لتسليط الضوء على الجانب الظليل من الثورة الليبية، فجل الإهتمام آنذاك كان منصبا على بنغازي، ولكوني جزائريا ومختصا في الشأن المغاربي فقد مكنني ذلك من تجاوز العديد من عقبات العمل الميداني علاوة على معرفتي الجيدة بالجغرافيا الليبية لأنها بلد جار، وهذا الأمر ساعدني الى حدّ كبير في فهم صورة الحدث بشكل أشمل.

خاص | في الذكرى الـ6 لقيامها "الثورة الليبية بعيون مراسلي تلفزيون الآن"

لعمل الميداني له خصوصيته وتعتريه المشقة والتحديات في أحسن أحواله، والساحة الليبية كانت لها خصوصية مركبة، لو أعدنا النظر في أحداثها لوجدنا كم كانت متسارعة على الصعيدين السياسي والعسكري، هذا الأمر حتم علينا التحرك بذات الوتيرة التي كانت تتحرك بها مجموعات الثوار والذين كانوا يؤمنون لنا الحماية وبذات الوقت المعلومة الصحيحة، من المعلوم أن الصحفي الميداني بحاجة الى أن يستقي معلوماته من مصادر ميدانية موثوقة ويتوجب عليه تحري الدقة في إيصال الخبر الى الجمهور.

إقرأ: ليبيون للآن: لن نسمح بأن تكون ليبيا حاضنة لتنظيم داعش 

إن خوض غمار تجربة شبيهة بتغطية احداث الثورة اللليبة يضع حياتك على المحك، وجعبة كل مراسل ميداني مليئة بالقصص التي تظهر شدة العناء على طريق سعيه نحو الحقيقة وأنا لست استثناءً منهم، ومن المواقف الراسخة في ذهني مثلا ما حصل معي يوم تحرير مدينة طرابلس حيث كنا واقفين أنا ومجموعة من الإعلاميين على أسطح بعض المباني لتغطية أحداث ذلك اليوم، فجأة وجدنا أن فصائل الثوار قد تراجعت ووجدنا أنفسنا محاصرين من قبل كتائب القذافي، حاولنا الهروب، انتشرنا في الشوارع ثم دخلنا أحدى المستشفيات إلا أن الأطباء نصحونا بالخروج خشية نقل ميليشات النظام جرحاها إليه واكتشاف أمرنا.

 وفور خروجنا تلقفتنا امرأة لديها روضة أطفال قامت بإيوائنا وقدمت لنا الطعام والماء وأغلقت علينا الباب ثم عادت الى بيتها، خلال هذه الفترة التي احتجزنا بها في هذا المكان، ليس  لك أن تتخيل حجم الضغط النفسي والخوف والقلق الذي ساورنا حيال استهدافنا من قبل قوات القذافي المحيطة بنا كحلق  النار ونحن على بعد مرمى حجر من رصاصهم.

ولكن هذه هي طبيعة عملنا، بعد ذلك حظينا بمساعدة "محمد" وهو من الأهالي والذي فتح لنا بيته الى أن قام فصيل من الثوار بإخراجنا من المنطقة برمتها، قبل استعادة السيطرة عليها، وهذا واحد من المواقف التي أكسبت سيرتي المهنية زخما عمليا وعاطفيا أستطيع الإتكال عليه في قابل الأيام .

عايشنا خلال تلك الفترة الساخنة من أحداث الثورة سوء الأوضاع الإنسانية التي عصفت بالليبيين، ونقلت صورة الحال بأدق تفاصيلها من خلال تقارير غلب عليها الطابع الإنساني، كيف كان حال المدنيين في تلك الفترة في ظل غياب كافة أسباب الحياة، شح في المواد الغذائية والأدوية، انقطاع الماء والكهرباء أضف الى ذلك ملف الجرحى والنساء والأطفال الذين تقطعت بهم السبل خلال موجة النزوح الداخلي، وهذا ما دفعنا للتوجه الى الزنتان، دون سواها لأن ما يميز تلفزيون الآن هو اهتمامه بالواقع البشري قبل السياسي والعسكري، وهذا ما أكسبنا كمراسيلن له دعما قويا على الارض وتعاونا من الأهالي والفصائل الثورية على حد سواء..

خاص | في الذكرى الـ6 لقيامها "الثورة الليبية بعيون مراسلي تلفزيون الآن"

تجربتي مع الثورة الليبية كمراسل لتلفزيون الآن كانت استثنائية، كان "قلمي وعدستي" يؤرخان ثورة شعب أراد أن يكسر قيد الديكتاتورية المفروضة عليه، ويطمح الى حياة كريمة وديمقراطية وهذا ما شهدناه عند جميع أطياف الشعب الليبي شيبا وشبابا فكانت هبتهم هبة رجل واحد، وشهادتي التي أنقلها لكم اليوم في الذكرى السادسة لقيام الثورة الليبية ليست سطورا من كتاب أو محض تصوّر، هي وقائع وحقائق حدثت على الأرض الليبية، بثثناها في الآفاق دون تزييف أو تزوير، والتزام تلفزيون الآن وجميع مراسليه وأنا منهم بميثاق الشرف الإعلامي أوجب علينا جميعا نقل مجريات الحدث كما هي تماما بكل تجريد وأمانة، وهذا ما يكسبني أنا شخصيا رصيدا مضافا وشعورا بالفخر بأن أشهد ولادة فجر جديد في حياة الشعب الليبي الثائر.

إقرأ أيضا 

سكان سرت يروون لأخبار الآن مشاهداتهم عن جرائم داعش

الحشيش والفياغرا والكاميرا الخاصة بالمعتصم القذافي