أخبار الآن | بيروت – لبنان – (تريسي ابي انطون)

تحققُ الزراعة المائية نجاحاتٍ كبيرة على صعيدِ كميةِ الإنتاج ونوعيته، وهي توفرُ قدراتِ تحكّم للمزارعين مستفيدة من التكنولوجيا، حتى باتَ هذا القطاع قادراً على تحدي الفصول الأربعة.

عندما تتحد كلمتا زراعة وتكنولوجيا قد يُخيّل إلينا أننانتحدث عن ماكينة للحراثة أو طائرة لرش المبيدات، لكن بالمعنى الحديث للمصطلح بات يعني زيادة في الانتاج مقرونةبكلفة مادية متدنية على المدى الطويل. 

من بين التقنيات الزراعية الحديثة، تبرز الـhydroponic technology  أي الزراعة المائيةالتي دخلت طوراً جديداً في الانتاج الغزيز وعلى مدار السنة.

التقينا المهندس الزراعي علي مخزوم التي تحدث لنا "كان هدفنا أن ننقل هذه الزراعة من المختبرات، ومن مستوى متدنٍ للتكنولوجيا إلى آخر يعتمد على الزراعة العامودية لإستغلال كافة المساحة الزراعية، إضافة إلى قدرة على التحكّم الكامل بالمناخ بمعنى أنه يمكننا أن نعيد الفصل نفسه للنبتة حتى تنبت طيلة العام، ما يحقق انتاجاً أعلى بكثير".

 هنا، بدلاً من التراب تزرع النباتات في مياه مدعّمة بالمعادن والأملاح من دون مبيدات مع عناية إلكترونية،ويستعاض عن الشمس بضوء الطيف المبرمج، حتى باتت الزراعة المائية قادرة على إنتاج عشرات النباتات الورقية. 

فما هي الأنواع التي تزرع؟

و يضيف المهندس علي "حتى الآن هناك 70 نوعا من النباتات الورقية التي حققت نجاحاً بهذه الطريقة الزراعية، من خس وحبق وهندباء وروكا، وحتى الفجل الذي لم نتوقّع نموّه هنا. وبهذا الأسلوب قد نحصل على سلطة كاملة متكاملة. 

ليست زيادة أنواع المنتجات الخضراء هي القيمة المضافة الوحيدة في القطاع المُمَكنن، لأنه بات ممكناً أيضاً التحكّم بالمذاق.

كما قال لنا المهندس علي "يمكننا أن نتحكّم بالحرارة والضوء وكمية المغذيات التي ندعّم بها المياه وبالنوعية أيضاً فيمكن أن ننتج أوراقا نباتية مثل الروكا مدعّمة بمذاق الحامض أو أكثر حلاوة في الطعم أو أكثر حديّة. 

 ويشكل التحكّم بكمية الإنتاج ثورة حقيقية في عالم الزراعة المائية، بزيادة بنسبة 30% عن قدرة التراب الزراعي.

تبدأ مضاعفة الإنتاج في الزرعة أولا داخل العلب بنسبة تحقق 15% زيادة عن الإنتاج في الأرض، وبعد 15 يوماً تظهر جذور النبتة فتنقل إلى المكعّب الزراعي، ليصار إلى إعادة الزراعة داخل العلب، ما يؤمّن موسمين زراعين في الشهر الواحد لنبتة تثمر مرّة واحد كل 40 يوماً في الأرض.

 في السنوات الأخيرة يتمّ إخراج مفهوم التكنولوجيا الزراعية من داخل المختبرات ليوضع بين أيادي المزارعين التجاريين، فيتحكموا في نوعية الإنتاج، وكميتّه ونتائجه المضمونة.

براعم التكنولوجيا الزراعية تتفتح في الاوساط الريادية وبين تبسيط المفهوم للمزارعين وترشيد استهلاك المصادر، سيكون القطاع الزراعي أمام منعطف جديد لمستقبل واعد.

 

اقرأ أيضا:
تحذيرات من "كارثة بيئية" بسبب الحشرات 

غوغل تدخل سوق العقارات ببناء حي المستقبل في كندا