أخبار الآن | بيروت – لبنان – تريسي ابي انطون – (خاص) 

جميلة التي لم تتزوّج، أمضت عمرها في تربية أولاد أسرة غريبة، وفي حكايتها عتبٌ وملامة ترافق أيام شيخوختها في دار للمسنين

تقول جميلة أحمد محمد وهي من نزيلات دار المسنين ليس لدي أحد، لا أم ولا أب ولا أخ، والعائلة التي امضيت عندها 30 عاماً في تربية أولادهم، سافرت ولم أتمكن من السفر معهم، لكن لا أحد يسأل عني، فما كان علي سوى أن أقصد هذه الدار.

وقد يكون الدار خياراً مكرهاً. فالعم فريد الذي انفصل عن زوجته قبل 16 عاما، ويعيش أولاده في المهجر، يسكن الدار كملجأ وحيد أمامه.

عدما تحدثنا اليه قال لنا العم فريد حريز الذي يسكن أيضا في دار المسنين لم يكن عندي خيار آخر، كان هذا خياري الوحيد

وسألناه هل كنت تتوقع بحياتك أن تعيش لوحدك وتبتعد عن عائلتك؟

فأجاب أكيد لا لم أكن أتوقع

ولكن هل تحزن لذلك؟

فيرد قائلا طبعاً، أنا أحب أولادي

سألناه كيف هي حياتك هنا؟

فأجاب أنا أشعر أنني في بيتي الثاني، هنا أنا أقرب إلى الله

تضم دور المسنين، من هم كبارٌ في السن أو عجزة أو مرضى، يتلقون فيها الرعاية اللازمة، وحتى المحبة، ولكن ما هو المطلوب؟

تحدثت الينا  بربارة بو يزبك ,وهي مديرة دار محبة وعطاء وقالت لولا وجود بيوت الراحة أين كان سيكن أولئك الذين لا مأوى لهم، لا أجزم أنهم فرحين 100% لكن بوجود هذه الدور يشعرون أن هماً كبيراً أنزل عن عاتقهم. والمسألة لا تكمن في أن يضع الأولاد أهلهم في دور العجزة إنما في نسيانهم. 

وتبقى الأحكام المسبقة بحق من يلجأون إلى هذه الدور مرتبطة بمنظومة قيم اجتماعية ودينية تدينُها.

 

المزيد:

لاجئ سوري في لبنان لجأ إلى الرسم لإنقاذ والدته

70 ألف سوري وعراقي تقدموا بطلبات لمّ الشمل للسلطات الألمانية