أخبار الآن | طهران – إيران – (حامي حامدي)

يعتبر السجاد الايراني أهم وأعرق المنتجات الايرانية التي ذاع صيتها في مشارق الارض ومغاربها، وبعد الاتفاق النووي ورفع العقوبات، عادت من جديد صادرات إيران للارتفاع، وساهمت صناعة السجاد اليدوي بتقدمها مجددا. في لقاء حصري مع تلفزيون الآن أكد حميد كاركر رئيس مركز السجاد الايراني أن احتفاظ السجاد الايراني على مكانته العالمية رغم المنافسة الكبيرة لهذا المنتج يتيح المجال لجذب المستثمرين العرب لتطويره وتلبية حاجة السوق العالمي المتزايد.

من الأشياء الجيدة التي حدثت بعد تنفيذ البرنامج الشامل للمبادرة المشتركة، إلغاء العقوبات المفروضة على السجاد الإيراني بشكل صريح، كانت صادراتنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية قد وصلت إلى الصفر كما كانت الصادرات قد تراجعت بشكل كبير إلى بعض الدول العربية والأوروبية والآسيوية بسبب المشاكل الناجمة عن العقوبات الاقتصادية العامة في إيران.

كانت صادرات السجاد الإيراني تصل إلى خمسمائة مليون دولار في السنة خلال العقود الأخيرة، ولكن نظراً لأسباب لا تتمثل في العقوبات لوحدها، بل بمجموعة من العوامل التي تعتبر العقوبات عاملاً منها، فقد تراجع هذا الرقم إلى ثلاثمائة مليون دولار في السنة وكان الصادرات إلى الولايات المتحدة الأمريكية قد بلغت الصفر، ولم نصدر أي شيء إليها، والحمد لله فإن هذه العملية قيد التغيير فقد قفزت الصادرات من الصفر إلى ثلاثين مليون دولار في الفترة الأخيرة وبموجب الإحصاءات الصادرة عن الجمارك الإيرانية، فقد تم تصدير أكثر من اثنين وثمانين مليون دولار ما يعادل ألفاً وأربعمائة طن من السجاد، وهذا ما يشير إلى نمو يعادل أربعين في المائة مقارنة بالأشهر الأربعة الأولى من السنة الماضية من حيث الوزن والسعر.

السجاد الايراني بين العراقة وجذب المستثمرين العرب
 
ويمكن للسوق العالمي أن يتحمل تصدير السجاد من إيران بما يعادل مليار دولار. والملفت للنظر هنا أنه ورغم تراجع صادرات السجاد الإيراني لكنه لا يزال يحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم ورغم التراجع الذي شهدناه في المرحلة الماضية فإن دولاً من الهند والباكستان ونيبال وتركيا وأفغانستان والتي تعتبر منافسة لنا في تصنيع السجاد اليدوي، فهي لا تزال بعدنا في الترتيب العالمي لتجارة السجاد اليدوي. 

إيران تعلن للمرة الأولى حصيلة قتلى ميليشياتها في سوريا

طالما يتم تصدير نوع خاص من السجاد اليدوي الإيراني إلى الدول العربية، وهو من أكبر السجاد مساحة على مستوى العالم، مثل السجادة التي تبلغ مساحتها ألفان وخمسمائة متر مربع التي صدرت إلى سلطنة عمان، والسجادة التي تبلغ مساحتها ستة آلاف وخمسمائة متر مربع والتي صدرت إلى أبو ظبي إضافة إلى أنواع أخرى للقصور والمساجد والأماكن المعروفة في الدول العربية الخليجية وجميعها من السجاد الإيراني واليدوي الذي لا يزال الإقبال عليه كبيراً حيث وصلتنا طلبية من دولة الجزائر لتصنيع سجادة بمساحة كبيرة، حيث تنحصر صناعة السجاد اليدوي ذي المساحات الكبيرة بإيران والدول العربية تقوم بشراء هذا النوع منه. 

السجاد الايراني بين العراقة وجذب المستثمرين العرب
 
إن بعض الاضطرابات السياسية التي شهدتها بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة، أثرت على جزء من صادرات السجاد الإيراني وأدت إلى تراجعها ونتمنى أن تتحسن الظروف السياسية في الدول العربية لكي نشهد ارتفاع مستوى الصادرات مجدداً ورغبة السوق العالمية بالسجاد الإيراني.

إن الاستثمار في مجال السجاد اليدوي من قبل المستثمرين العرب لإحداث مجمع تجري فيه جميع مراحل صناعة السجاد اليدوي ويكون قادراً على استقبال الطلبيات من الزبائن الكبار على مستوى العالم، هو من الأمور التي أنصح بها وأؤكد عليها بقوة. إن أي استثمار خارجي في مجال صناعة السجاد اليدوي الإيراني سوف يكون مربحاً للغاية لأن القيمة المضافة في مجال صناعة السجاد كبيرة جداً.