أخبار الآن | اسطنبول – تركيا – (عمر الفاروق)

مزج السوري محمد ماهر حاضري خبرته في الخط العربي، مع ما تعلمه من فن التطريز، ليخط القرآن الكريم كاملاً بخيوط الذهب لمدة 12 عاماً. وعنما خرج من سوريا، واجه صعوبات جمة في إخراج تحفته الفنية التي تزن نحو 200 كيلو غرام. نتابع قصته.   
 احتاج السوري محمد ماهر حاضري إلى 12 عاماً لإنجاز تحفته فنية، التي بدأها عام 2000، وتمكن حاضري من كتابة القرآن الكريم كاملاً باستخدام الإبرة والخيط بالرسم العثماني لمصحف المدينة وباللونين الذهبي والفضي.. ويؤكد ابن مدينة حلب، المقيم في مدينة حمص، أن فكرة كتابة المصحف كانت ضرباً من المستحيل في بداية الأمر ولكن العزيمة والإصرار كانت الدافع وراء إنجاز هذا العمل الذي عده الباحثون إبداعاً فريداً يضاف إلى مكتبة التراث الإسلامي.

بدايات حاضري كانت عندما تعرف على ماكينة التطريز، وأحب أن يبتكر طريقة جديدة في الكتابة فبدأ في كتابة آية "وما توفيقي إلا بالله"، ومن ثم أتبعها بصغار السور في القرآن الكريم، ومن ثم كتب سورة الواقعة كاملةً، وعندما عرض الفكرة على الأصدقاء والمقربين والعلماء نال الموضوع استحسان الجميع وولدت فكرة كتابة القرآن كاملاً..

ويوضح حاضري أن البداية كانت من مرحلة الإعداد والتحضير التي احتاجت نحو شهرين، ومن ثم مرحلة الكتابة التي احتاجت 8 سنوات، وبعد ذلك تم تدقيق القرآن الكريم أربع مرات خلال عامين، تبعتها مرحلة صناعة التجليد وتجميع المصحف التي احتاجت أيضاً إلى عامين..

ويفصل حاضري أن الكتابة كانت أيضاً على مراحل، بدأت في الكتابة بدون تنقيط، ومن ثم مرحلة التنقيط والتشكيل، ومن ثم مرحلة كتابة لفظ الجلالة باللون الفضي، ومن ثم مرحلة الترقيم وأخيراً الجمع والتجليد.. لينتهي المطاف إلى 12 مجلد، وكل مجلد يحوي جزأين ونصف، بوزن 200 كيلو غرام.

وخلال مراحل كتابة المصحف، واجهت حاضري صعوبات عديدة، فالكتابة كما يقول كانت تتوقف على الحالة النفسية والإيمانية فضلاً عن الظروف الاجتماعية، ويتابع: "أحياناً الإنسان يصل إلى مرحلة اليأس، ولكن اذا كان الأمل موجود سيعطي الإنسان القدرة على الاستمرار والمثابرة وكما يقول الشاعر، ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"..

ويؤكد حاضري أن العمل شارك في عدة معارض محلية ودولية، وكانت هناك عدة عروض لاقتناء العمل، ولكنه رفض الأمر جملةً وتفصيلاً، ويقول: "أنا أرفض العروض التجارية، قمت بإنجاز عمل ليبقى تراثاً اسلامياً، لا أريده أن يتحول من شخص لآخر، أتمنى أن يجد طريقه إلى متحف إسلامي يستطيع الحفاظ عليه".

ويشير حاضري إلى أنه أنجز أيضاً وصايا لقمان الحكيم، والأربعين نووية، وحكم الإمام علي، وكتاب الأحاديث القدسية، وحالياً يتجه إلى اللوحات الكلاسيكية المكتوبة بالخيط.