أخبار الآن | الرقة – سوريا – (خاص)

دأب تنظيم داعش منذ احتلاله مدينة الرقة السورية، على استقطاب الأطفال واليافعين وحضهم على الانضمام لصفوفه، وأوكل التنظيم لبعض مقاتليه ممن يتمتعون بمظهر شبابي أنيق، مهمة جذب الأطفال واقناعهم بفكر التنظيم المتشدد، وتطورت هذه الخطوة بإنشاء التنظيم لمعاهد دراسية كمعهد "أشبال الخلافة" ومعهد "الفاروق للأشبال" بالإضافة لمعسكرات قتالية لتأهيل هؤلاء الأطفال ليكونوا مقاتليه الجدد.

أمجد طفل يبلغ من العمر 13 عاماً، كان قاب قوسين أو أدنى من وقوعه في فخ داعش الجذاب والمثير، حيث يقول والد أمجد لأخبار الآن: "أمجد هو أكبر أولادي، وبعد سنتين من احتلال داعش الرقة، بدأ ابني ينجذب إلى أفكار داعش شيئاً فشيئاً، فأصبح يمنع اخته الصغيرة البالغة 10 سنوات من الخروج إلى الشارع، وأصبح يقلد مقاتلي داعش الأجانب في المظهر والملبس، وأصبح يردد كلمات وجمل باللغة العربية الفصحى، إلى أن طالبني بأن أشتري له بزة عسكرية وساعة سوداء!".

يضيف أبو أمجد: "بعد إصرار أمجد على ذلك اشتريت له ما أراد، وقلت لنفسي حينها أنه يريد أن يلهو كما بقية أقرانه المتأثرين بقوة الآلة الدعوية الداعشية، فهذا هو الواقع ولا أستطيع تغييره بسهوله، وتطور الحال إلى أن أصبح أمجد حاد الطباع في تصرفاته معي ومع أمه وأخوته، وأصبح يطلب مني أن أصلي في المسجد معه، كما أصبح يطالب أمه بأن تحتشم وهي في المنزل!"

بعد إغلاق داعش للمدارس في مدينة الرقة وبعد أن حولها لمعاهد دينية، وساحات تدريبية لأطفال الرقة، أصبح معظم أطفال المدينة فريسة سهلة للتطرف والوحشية، وهذا ما تسبب بتجنيد العشرات من الأطفال، بعد غسل أدمغتهم واغراء ذويهم بالمرتب الشهري والمساعدات التموينية، والحماية من الممارسات التعسفية التي يمارسها عناصر التنظيم عادةً على الأهالي.

يتابع أبو أمجد حديثه: "مرت الأيام وكنا نتناول العشاء أنا وعائلتي في منزلنا، وإذ به أمجد يفصح برغبته الذهاب إلى معسكر التدريب الكبير الواقع على حدود المدينة، فملأني ما قاله رعباً وأدركت أنني سأفقد ولدي لا محالة إن لم أتصرف، خصوصاً أن بعض أولاد أصدقائي هربوا من أهاليهم إلى هذه المعسكرات، وبعضهم قُتل في غارات استهدفت هذه المواقع، ولا أحد يجرؤ على منع ابنه من الذهاب وإلا فمصيره معروف".

وأردف أبو أمجد: "في تلك الليلة اتفقت مع زوجتي على إرسال ابننا إلى أخواله في مدينة مرسين التركية بأي ثمن، وخلال بضعة أيام جمعت المال وأخذته بنفسي إلى الحدود التركية وقلت له أنني وأمه واخوته سنلحقه قريباً، وبعد مضي شهر واحد فقط على سفر ابني إلى تركيا، أخبرني بأنه سعيد عند أخواله، وأخبرتني خالته بأن أمجد تغير كثيراً وبدأ يرتاد المدرسة ويمارس كرة القدم، كباقي أقرانه السوريين تماماً، فشكرت ربي كثيراً لأنني تمكنت من حمايته من الوقوع في هذا الفخ المميت".

يُذكر أن تنظيم داعش بدأ مؤخراً في الرقة، بحملات اعتقال وتجنيد اجباري لليافعين ما فوق الـ14 سنة، حيث يخضعهم لدورة قتالية لمدة 10 أيام، وبعد ذلك يتم ارسالهم إلى الجبهات التي يقاتل فيها التنظيم في مدينة الموصل العراقية، وأفاد ناشطون محليون أن العديد من اليافعين من أهالي مدينتي الرقة والطبقة قتلوا في معارك الموصل بين التنظيم والجيش العراقي ومعه قوات التحالف الدولي.

قرأ أيضا:
إشتباكات وغارات جوية تزعزع الهدنة في سوريا

بعد اعلان وقف اطلاق النار… التظاهرات السلمية في سوريا تعود الى الواجهة من جديد