أخبار الآن | هجين – دير الزور – سوريا (إعداد شيار عمر وقراءة روناك شيخي)

مع اشتداد وتيرة المعارك شرقي الفرات وضمن الحملة العسكرية الاخيرة لتطهير آخر جيب لتنظيم داعش، يبقى المدنيون المشكلة الأكبر التي تواجه سير الحملة بسبب استخدامهم دروعاً بشرية من قِبل التنظيم وصعوبة إخراجهم الى المناطق الآمنة. وبعيدا عن مناطق الاشتباك تم إنشاء مخيم لإيواء النازحين وتقديم الخدمات لهم ريثما يتم تأمينهم بشكل أفضل.

يعد المدنيين من أهم الصعوبات التي تواجه تقدم قوات سوريا الديمقراطية حيث يحاول التنظيم جاهدا استخدامهم لإعاقة تقدم القوى المشاركة ضد التنظيم وتتوخى تلك القوات بدورها الحذر لإنقاذ أكبر عدد منهم 

أبو محمد أحد المدنيين الفارين من بلدة الشعفة المحيطة بهجين يحدثنا عن حجم المعاناة التي واجهته في مناطق سيطرة التنظيم ورحلته المحفوفة بالمخاطر ليصل الى بر الامان 

يقول أبو محمد نازح من بلدة الشعفة في ريف دير الزور: “يقوم إرهابيّو داعش باستخدام المدنيين كدروع بشرية، ويمنعونهم من الخروج ومن أخذ مستلزماتهم والنساء معهم، كما يجبرون المدنيين على البقاء معهم كي لا تتمكن الطائرات من كشف أماكن تواجدهم”.
 
كما يمنع إرهابيو داعش صاحب معمل الثلج المتواجد في بلدة هجين من بيع الثلج لسواهم، في الوقت الذي لا يتوافر للمدنيين سوى الماء الساخن، كما تباع المواد الغذائية بأسعار مضاعفة ضمن أسواق البلدة، ويستولي الدواعش على منازل المدنيين بحجة إقامة معسكرات لهم داخلها.

على الطريق المؤدية من خارج دائرة المعارك باتجاه الاراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية والتي يسميها المدنيين بالمبعار والذي, يؤمن خروج المدنيين بسلام من مناطق الاشتباكات بالإضافة الى تسليم عناصر داعش لأنفسهم يقف ابو الحارث الذي يقوم بإجراءات السلامة للعبور 

يقول أبو الحارث مسؤول أمن المعابر في قوات سوريا الديمقراطية: “نحن الان على أطراف بلدة هجين اخر معاقل داعش في سوريا حيث نؤمن خروج المدنيين ونقوم بتفتيش الاليات الخارجة من تلك المناطق نظراً لاحتمال زرع داعش الغام ومتفجرات في سيارات المدنيين. كل يوم هناك عناصر من تنظيم داعش يقومون بتسليم انفسهم لنا ونحن نقوم بعزلهم عن المدنيين وتسليمهم للجهات المختصة، بينما نقوم بإيواء المدنيين في المخيم”.

على بعد حوالي عشر كيلومترات من المعارك الدائرة في بلدة هجين أنشأ مجلس دير الزور المدني مخيم لإيواء المدنيين النازحين من البلدة والقرى المحيطة بها وبإمكانات بسيطة 

يقول محمد الجاسم مدير المخيم: “منذ عشرة أيام نعمل على تحضير مخيم، وقمنا بحفر السواتر وتم تجهيز مئة خيمة من قبل مجلس دير الزور المدني بالإضافة لتأمين المجلس خزانات المياه وصهاريج نقل المياه، حيث نقوم بجلب الماء من الفرات الى المخيم”.

ويبقى المخيم مكانا أمنا للمدنيين بالرغم من افتقاره الى الكثير من مقومات الحياة بسبب قلة وجود دعم من قبل المنظمات الاغاثية والانسانية

 

عبر الاقمار الصناعية من بغداد الدكتور هشام الهاشمي خبير الجماعات المتشددة 

 

اقرا ايضا

خبراء يحذرون: داعش يستغل الفوضى في ليبيا لتنظيم صفوفه