أخبار الآن | الموصل – العراق حصري (حسام الأحبابي)

منذ اليوم الأول الذي إحتل فيه داعش الموصل التي تحررت أخيراً, سعى هذا التنظيم الإرهابي الى التأثير بنفوس الموصليين و إجبارهم على الرضوخ لأمر واقع فرضه بالقوة , فإستخدام أهمَ معالم المدينة وإستغلها لأغراضه الى جانب تدميره شخوصها , لكن داعش لم يدرك أن دولة خلافته التي زعُمَ أنها "باقية" قد إنهارت بدءاً من المكان الذي وطأته أقدامُ مقاتليه في العاشر من حزيران سنة ألفين و أربعة عشر.

من هذا الجزء من الموصل الذي يُسمى منطقة المنصة أو ساحةُ الإحتفالات أطلق داعش أولى إستعراضاته العسكرية معلناً حينذاك إحتلالَه المدينة بقوة السلاح وفرضَه تعليماته المتشددة على سكانها لكنه سقط مندحراً من حيث إنطلق , وعاد العلمُ العراقي ليعلو هذا المكان.

لم يكتف داعش من القوة التي إستخدمها في إحتلال الموصل و قمع سكانها بسطوة أسلحته بل إستخدمها حتى في دور العبادة , ولإصدار ما يسميها التنظيم "ورقة التوبة" لمنتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية مقابل أن يأمنوا على حياتهم , وهو ما جرى في جامع الصابرين الذي كان أحد أهم مقار داعش التي عين منها أول والٍ لنينوى.

مُنعَ خطباءُ المساجد في الموصل من إعتلاء منابرها وفرضَ قادة داعش عليهم إقامةً جبرية بعد رفض معظمهم مبايعته , وجلب مكانهم رجال دين أيدوه وإستخدموا الجوامع كمخازن للأسلحة وإستغلوا المدنيين أيضاً دروعاً بشرية , لكن جامع الصابرين اليوم بات بعد التحرير ملاذاً آمناً للنازحين.

أما هذا المواطن الموصلي فقد روى كيف إستغل داعش دور العبادة في نشر أفكاره.

الممارسات والجرائم التي إرتكبها داعش إنطلاقاً من أهم مناطق الموصل وقرب أبرز معالمها أصبحت اليوم إما ملاذاتٍ تحتضن ضحايا إرهاب التنظيم أو مراكز عاد السلامُ ليشعَ منها سواءٌ بالعلم والفن والثقافة أو عبر مبادرات شبابية أعادت الى الموصل حضارتها التي واكبها أبناؤها على مر التأريخ.

اقرأ ايضا:

انتشال 50 جثة من بين أنقاض الموصل القديمة

داعش يخسر الأرض والقادة وانهياره بات وشيكا