أخبار الآن | دمشق – سوريا (حصري)  

"أبو حمزة الليبي" هو الاسم الذي شغل حديث الناس في الريف الغربي لدمشق وفي كناكر خاصة، إذ يقدم الرجل صورة غير مألوفة للتقلبات التي تعرض لها شاب انتسب للثورة على الرغم من أن سيرة حياته السابقة لم تكن حسنة.  

شارك "أبو حمزة" في العديد من المظاهرات منذ بداية الثورة، وما إن أُعلِنَ عن قيام الثورة المسلحة حتى انضم إلى "لواء الفرقان" الذي تم تأسيسه من قبل بعض أبناء كناكر في ريف دمشق الغربي، واستمر بالعمل مع اللواء لعدة أشهر، حتى أعلن اللواء فيما بعد عن فصل أبو حمزة من صفوفه ,ثم إنضم مع لواء نسور الريف الغربي التابعة للجيش الحر.

وبالفعل استمر "أبو حمزة" بالعمل مع فصائل الجيش الحر لأكثر من ستة أشهر، أعلن بعدها أنه سيغادر إلى تركيا آخذاً معه بعض الأسلحة، وتوجه الرجل إلى الشمال السوري مع رفاقه واختفت سيرته بعدها ولم يعد يصل أي خبر عنه، ولعل الاهتمام بهذا الرجل تحديداً كان نابعاً من الغموض الذي يلف شخصيته إضافة إلى سلوكياته المشبوهة في السرقة والنهب والتشبيح.  

وبعد فترة من الزمن شوهد على أحد الحواجز التابعة لتنظيم داعش في الشمال السوري بمنطقة بئر القصب شرق السويداء, بعدما أوقف عدداً من أبناء بلدته بتهمة حيازة "الدخان والسجائر" البعض لم يصدق ما سمعه، وباتوا يستهزئون به فكيف لمن عرف عنه النهب والسرقة أن يدعي أنه سيقيم شرع الله!

لكن الكثير من الأنباء التي تواردت لأهالي البلدة أكدت أنه يعمل مع التنظيم وبقي في الشمال السوري مبايعاً داعش لسنتين وقاتل خلالها في الموصل العراقية ، حتى جاء إلى درعا مع التنظيم وقاتل معه في منطقة حوض اليرموك كمسؤول عن زراعة الألغام على جبهة عين ذكر.

خرج بعدها أبو حمزة من تنظيم داعش في درعا وعاد إلى "كناكر" ليفاجئ الأهالي بعدها بانضمامه ورفاقه إلى ميليشيا "لواء أبو الفضل العباس" الشيعية ولم يقتصر الأمر على انضمامه إليها، بل بات قائداً فيها  ليتحول سلاحه نحو الثوار في غوطة دمشق وريف حماه. 

حالة أبو حمزة والعديد من أشباهه تلخص ما آلت إليه حياة البعض في الثورة إبان المصالحات والتسويات التي قام بها النظام في بعض المناطق، فالبعض بالفعل انتسب إلى هذا اللواء خاصة نظراً لما وجد فيه من امتيازات غير موجودة في كتائب النظام، فيما انتسب البعض الآخر إليه من باب إظهار الولاء المطلق للأسد وأعوانه، والقتال حتى النهاية في سبيله، ولعل في خيانة أبو حمزة لرفاقه أولاً ثم لكتيبته ثانياً أكبر شاهد على ذلك".

يذكر أن بلدة كناكر من أبرز مدن وبلدات الغوطة الغربية التي انتفضت منذ بداية الثورة، وعانت ما مرت به كل المدن السورية من قصف واعتقال وحصار، أشدها كان قبل توقيع تسوية مع بداية العام الجاري تقضي بتسليم البلدة للنظام ونزع السلاح من المسحين ثم تهجير الأهالي إلى إدلب.