أخبار الآن | غرب الموصل – العراق (حسام الأحبابي)

في وقت ينهار فيه داعش يوماً بعد آخر على المستوى الميداني في مواجهة القوات العراقية المتقدمة لتحرير مناطق الموصل، يستخدم هذا التنظيم أساليب قديمة بينها حرق براميل النفط في محاولة غير ذات جدوى للتأثير على سير العمليات العسكرية التي تتقدم ساعة بعد أخرى صوب معقله الرمزي في الموصل القديمة.

مقاتلو داعش في أدنى مراحل الضعف الميداني هذا هو وضعهم الراهن, فبعد أن إنهار تنظيمهم عسكرياً وقتالياً وتيقن من خسارته الموصل التي منها أعلن دولته المزعومة , أخذ يلجأ الى أساليب بدائية للدفاع عن نفسه في مناطق إحتلاله قرب الموصل القديمة، وكانت أبرزُ هذه الأساليب حرقُ براميلِ النفط في محاولة لا جدوى منها لحجب الرؤية عن الغارات الجوية وطائرات المراقبة العراقية.

داعش إستخدم أيضا خلال الفترة الماضية حرق الإطارات وآبار النفط وتعطيل الإتصالات لمنع إستمكانه من قبل أهالي الموصل الذين سعوا طيلة الفترة الماضية الى إيصال المعلومات والإحداثيات عن مناطق إنتشار مقاتلي التنظيم، وكان التنظيمُ يحاولُ بهذه الطرق القديمة تأخيرَ تقدمِ القواتِ البرية عبر التأثير على رؤية سلاح الجو العراقي وطائرات التحالف الدولي.

التقديراتُ العسكريةُ على الأرض في الموصل كلها إتفقت على ان تكتيكات داعش التي يستعملُها لصد التقدمِ العسكري المستمر نحو مواقعه تؤكد أنه مفلسٌ من الناحية العسكرية وأنه يحاولُ المراوغةَ , لاسيما و أن مقاتليه قد تيقنوا من أنهم أمام خيارين لا ثالث لهما فإما الموتُ أو الإستسلام.

هذه الأساليبُ البدائية غيرُ المجدية التي يكرر داعش إستخدامَها في أيامه الأخيرة تؤكدُ أنه غيرُ قادرٍ تماماً على إيقاف هزيمته وخسارته الموصل القديمة التي أعلن منها تنظيمه الإرهابي , كما أنها تشيرُ بوضوح الى أن قادته أصبحوا على يقينٍ من أنهم لن يتمكنوا من تغيير نهايتهم المحتومة.

هذا و تؤكد كلُ التوقعات أن مقاتلي داعش يحاولون كسبَ الوقت في الموصل القديمة بإعتبارها معقلَهم الرمزيَ الذي ظهر فيه زعيمُهم أبو بكر البغدادي أول مرة حيثُ باتوا محاصرين ويتحصنون بدروعٍ من سكانٍ أبرياء في محيط جامع النوري الكبير.

إقرأ أيضاً:

من أين أطلق داعش طائراته المسيرة في الموصل؟

مع تضييق الخناق عليه هل ينسق داعش مع مجموعات متشددة أخرى؟