أخبار الآن | جنوب الموصل – العراق (لؤي أمين)

بينما يرابط أهالي محافظة نينوى خاصة مدينة الموصل على الخطوط الأمامية في الحرب على تنظيم داعش، تبقى النساء في منطقة "الحاج علي" الواقعة جنوب الموصل متيقظات ومتأهبات استعدادا لدفع أي تسلل أو هجوم قد يشنه مسلحو تنظيم داعش على منازلهن وأطفالهن. ففي تلك المنطقة التي تقع بالقرب من مناطق يحتلها داعش، تحمل النساء السلاح وتسهر الليالي لحراسة قراهن من أي خطر يحدق بهن وبأطفالهن.

جنوبُ الموصل… وفي أقصى حُدودِها الإدارية… منطقةُ الحاج علي توجَهنا إليها برفقةِ الحشدِ العشائري… هذه التلالُ والسهولُ الخضراءْ التي أمامنا يحتلُها مسلحو تنظيم داعش. المكانُ خطرٌ جدًا فنحنُ نسيرُ بالقربِ من قناصةِ داعش ولا سبيلَ للوصولِ إلى "الحاج علي" سوى هذهِ الطريق. 

لم نجدْ لدى دخولِ إحدى قُرى المِنطقةِ سوى نساءٍ واطفال، فقدْ ذهبَ الرجالُ الى خُطوطِ الصدِ الاولى لقتالِ التنظيم، وأوكلتْ مُهمةُ حمايةِ القرية للنساء. عادلة امرأةٌ مسنةٌ من أهالي القرية تحملُ السلاح َوتخرجُ مع نساءٍ أُخريات لتُرابطَ على أطرافِ القريةِ وتمنعَ تسللَ مسلحي داعش إليها.

وهي تحمل سلاحها تقول عادلة احمد نجتمع نحن النساء في الساحة العامة ونذهب لحراسة القرية من التاسعة ليلا وحتى السادسة صباحا وبعدها نرجع لبيوتنا لانخاف من داعش".  بالرَغمِ من كِبَرِ سِنها ومرضِها إلا أنها تحملُ سلاحَها يوميًا، وتسهرُ الليلَ بطولِهِ ترصدُ تحركاتِ مسلحي داعش لتمنعَ احتلالَهم للقريةِ من جديد.

وتضيف عادلة احمد اولادنا في منطقة شيالة على خط الصد ونحن نذهب لحماية اطفالنا نخاف ان يتسللوا من هذه الجهة ولن نقبل بوصولهم الينا لانهم سيقتلون اولادنا بيننا نهر دجلة فقط ولن نسمح باحتلالهم القرية لانهم سيذبحون اولادنا ويهدمون بيوتنا ماذا حل بنا بسببهم هجرونا ولم يبق لنا اي شيء ".

تقدمنا أكثرَ في هذهِ البساتين الى الخطِ الفاصلِ بين المناطقِ المحررةِ ومواقعِ تمركز ِالتنظيم، لنلتقيَ بالمراةِ الحديديةِ كما يُلقِبُها أهالي القرية. تقفُ الحاجةُ نزهة على بعدِ أمتارٍ فقط من تواجدِ مسلحي داعش، وتقولُ إن النساءَ هنا متيقظاتٍ لأيةِ حركة ولن يسمحنَ بتقدمِ التنظيمِ الذي قد يفتِكُ بهم جميعا.

تقول الحاجة نزهة صالح وهي من اهالي الحاج علي وقد خطف التنظيم  بعض افراد عائلتها …النساء لاتنام  في هذه المنطقة الجميع متيقظات ترسلن اولادهن هنا وهن يحرسن البساتين من الجهة الاخرى ولن نسمح باحتلال قريتنا مرة اخرى ابدا نقاتل حتى الموت سوف نقاتلهم حتى الموت لن ننهزم مرة اخرى الى كركوك كفى لقد اذلونا واهانونا وفجرو منازل اولادي ".

أعينُهم مصوبةٌ بإتجاهِ هذه التلالِ والهضاب، وأصابِعُهُن لا تفارقُ الزِناد، فالغفلةُ قد تعنيْ نهايَتَهُن وأطفالَهن، بإنتظار تحريرٍ قريبٍ لما تبقى من الشرقاطِ والحويجة في الجهةِ المقابلة.

 

من اربيل لمياء أحمد دباغ عضوة مجلس محافظة نينوى سابقا ورئيسة منظمة المرأة و الطفل العراقية 

إقرأ ايضاً:

أكثر من 122 ألف نازح يعودون إلى الموصل

الألغام.. خطر يهدد العراقيين