أخبار الآن | درعا – سوريا (خاص)

لطالما تغنى تنظيم داعش عبر إصداراته المرئية  ووسائل إعلامه الرسمية بمحاربة (ظواهر الكفر) على حد وصفهم، فبين حرقه لعلب السجائر و قطعه لبعض الأشجار حاول التنظيم تعويم نفسه كمقوّم لبعض سلوكيات المجتمع التي انتشرت خلال الحرب، لكن ما خفي كان أعظم.

أخبار الآن التقت بشاب يدعى خالد كان قد انشق حديثاً عن التنظيم حيث تحدث عن كيفية الإتجار بالمخدرات وترويجها داخل منطقة حوض اليرموك التي يحتلها داعش منذ أكثر من ثلاث سنوات.

يقول خالد "بداية انضمامي لصفوف جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم داعش أوائل عام 2017، كنت أنظر إلى أمراء الجيش وأراهم قدوة لي ولرفاقي في التنظيم، وكنت أسعى من خلال تكثيف الدروس الدينية إلى الوصول إلى مرتبتهم بأسرع فترة ممكنة، و لكن بعد مضي عدة أشهر على إلتحاقي بهم، ذهبت لزيارة أحد الأمراء حينها".

يتابع خالد "كان يدعى أبو وسيم قرقس وهو أحد الشرعيين الذين يشرفون على تعليمنا خلال الدروس الدينية، وخلال الزيارة الأولى تبين لي أن أبو وسيم يدخن السجائر سراً في بيته وقد صارحني بذلك واستند لمصارحته بفتوى تجيز له التدخين سراً في بيته دون أن يراه أحد".
 

إفتاء في المخدرات وترويج لإستخدامها
إن منع التدخين والإتجار به بين المدنيين كان من أوائل الأمور التي لجأ داعش إلى تطبيقها في منطقة حوض اليرموك جنوب سوريا والتي تشمل مساحة كبيرة من الريف الغربي لدرعا، إلا أن تطبيق ذلك الأمر لم يكن من باب شرعي كما ادعى شرعيوه المزعومون، بل كان وسيلة لإحتكار بيع هذه المنتجات وترويج المخدرات تحت كنف أمرائه ليصبح وسيلة تمويل إضافية ترفد خزائنه.

يتحدث المنشق عن التنظيم عن سعي أحد أمراء داعش إلى جعل المنتسبين الجدد مدمنين على المخدرات قائلاً "كثفت من زياراتي له بعد تلك الحادثة حتى أنهي تعليمي الفقهي، ففي إحدى الجلسات طلب مني تناول نوع من الحبوب لاستطيع التركيز أكثر في الدروس وبالفعل قمت بتناول تلك الحبوب خلال عدة جلسات، فأصبحت أشعر بالإدمان وأني بحاجة ماسة لتناولها، فذهبت إليه وأخبرته بذلك فقال لي بأن تلك الحبوب أسعارها باهظة و تدخل إلى حوض اليرموك من مناطق بعيدة جداً لذلك أحتاج إلى مزيد من الوقت و إلى بعض المال كي أجلب لك منها".

أيام بعد ذلك بدأ خالد بالبحث عن أحد يجلب له ذلك النوع من الحبوب والذي يدعى (بالتان) وهو أحد الأدوية المخدرة التي يحذر طبياً من استعمالها إلا عند الضرورة القصوى.
 

من أين يجلب داعش المخدرات لأفراده!

رحلة بحث طويلة استمرت قرابة الشهرين تمكن بعدها خالد من الوصول إلى صاحب متجر صغير في بلدة الشجرة يدعى أبو محمد في عامه الأربعين، يجلب الحبوب إلى أناس موثوقين من أمراء التنظيم ليقوموا بتوزيعه على العناصر و ترويج تلك المواد المخدرة حتى يتمكن من بيعها بأسعار كبيرة بعد إدمان عناصر التنظيم عليها.

بعد شرائه كمية كبيرة من الحبوب بمبلغ تجاوز 1300 دولار أصبح خالد صديقاً مقرباً لأبو محمد حتى صار يطلعه على أنواع الحبوب الموجودة لديه ومن هم الأشخاص الذين يتعاطون تلك المواد من عناصر التنظيم وقياداته حيث يقول خالد بأنه اكتشف خلال قرائته سجل الإستدانة الخاص بتلك المواد بأن عدداً كبيراً من الأمراء و خاصة الشرعيين يشترون تلك المواد بكميات كبيرة.

حاول خالد عبر أبو محمد معرفة مصدر تلك المخدرات ومن أين تأتي ولكن أبو محمد رفض التصريح له بأي شيء واكتفى بذكر كلمات لخالد ربما توحي بمصدر تلك المواد حيث قال (أرض لبنان أرض خير)، مما قد يدل على أن المواد المخدرة المنتشرة في حوض اليرموك تأتي من لبنان عبر ميليشيا حزب الله و المشهورة بالإتجار بها خلال الحرب في سوريا.