أخبار الآن| مصراته – ليبيا(محمد عقوب)

ألوان تصرخ بالفن والرغبة في الحياة. خطّتها أنامل الأطفال في ورشة العمل التي أقيمت في مدينة مصراتة لرسومات الأطفال وعلى مدار ثلاثة أيام، كانت تجسد حالة أخرى موازية عكس ما عاشه أطفال تلاحقت عليهم أخبار الحرب والصراعات في ليبيا؛ فقد كان هذا النشاط جزاء مهماً من علاج نفسي يحتاجه أطفال يمتلكون عقولاً مستنيرة يعوّل عليها في بناء الأوطان.

هكذا يقول لنا الفنان الليبي عادل الفورتيةأحد مُنظمي هذا النشاط الذي جاء في وقت تكون فيها العديد من الظواهر السلبية موجودة في ليبيا مثلما يقول، فالحروب والصراعات التي عاشتها البلاد طيلة الست سنوات قد أثرت وبشكل واضح على الأطفال خاصة، وقيام مثل هذه الورش الفنية التي تُعطي للطفل مساحة يرسم ويعبر فيها عما بداخله من مواهب وأشياء مفيدة يفعلها هو ما يجب أن يكون في ظروف صعبة نعيشها اليوم. 

الكنز الإبداعيّ الذي تمثل في الفن الذي أنتجه الأطفال، كان المقابل لما تعكسه رسوماتهم التي جسد حياة وأزهاراً مقابل الدمار والخراب الذي أنتجته الحروب، هذه النشاطات جاءت اليوم لتفرز إبداعات صغيرة، ستبقى مع مرور الزمن.

حذيفة اغليو أحد الأطفال المُشاركين يقول بأنّه عندما يرى أقرانه الآخرين من الأطفال يشاركونه في الرسم فإنه يمرح كثيراً معهم ويرسم ويعبر عن كل ما يجول بخاطرهم، وهو يرسم منذ أن كان صغيراً ويحب ممارسة الرسم باستمرار.

قابلنا أيضا الأستاذة زينب الضراط مدرسة التربية الفنية، والتي تقول بأن إخراج الأطفال من الانطواء الذي يعيشونه في فترات الصراع وكيف تؤثر أخبار الحروب عليها يجب أن يقابله ورش عمل فنية ونشاطات ترفيهية تُنفس عن أطفال نحن بحاجة إلى أن يعيشون وسط بيئة ملائمة تفرز مواهبهم ونشجع على استثمار هذه المواهب. 

تجاوب الأطفال من خلال تلك الرسومات بعفوية مطلقة وصادقة مع معطيات اللون. كان واضحاً على مدار أيام من خلال هذا النشاط، وهنا أمام هذا المرسم الذي كان بمثابة العلاج للأطفال، كانت صناديق الذخيرة المليئة بالكتب، في رمزية واضحة على أن السلاح الحقيقي هو التسلح بالمعرفة والفنون.

اقرا ايضا: لاجئ سوري في لبنان لجأ إلى الرسم لإنقاذ والدته