أخبار الآن | الصومال – مقديشو

مع ارتفاع حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري في العاصمة الصومالية إلى 300 شخص، وإصابة المئات خرجت مظاهرات منددة بالهجوم الارهابي ولم تخرج جماعة الشباب الصومالية عن صمتها هذه المرة ولم تتبن الهجوم، في وقت يؤكد مراقبون أن بشاعة ومدى دموية التفجير قد تكون السبب وراء عدم تبنيه من أي جهة حتى الآن.

يقول الصحفي عبد القاسم معلم أن هذا الانفجار يختلف كثيرا عن غيره من التفجيرات الإرهابية السابقة في الصومال من حيث الخسائر سواء كانت في الأرواح والممتلكات، قرابة ٣٠٠ شخص قتلوا في هذه العملية الانتحارية وحدها، بينما أصيب آخرون، والشيء الثاني الذي يميزهذا الهجوم الارهابي عن غيره أن الشارع  الصومالي خرج عن صمته للمرة الأولى منددا بهذا الفعل الشنيع الذي استهدف المدنيين الأبرياء في العاصمة، فهناك مظاهرات شعبية منددة بجماعة الشباب في أرجاء البلاد يقودها نساء وأطفال، بينما تستخدم الشباب الصومالية  شبكات التواصل الاجتماعي لإنكار جرائمهما التي ترتكبها بحق الشعب الصومالي، وهذا مؤشر مهم أن حاجز الخوف من الجماعات  الإرهابية قد إنهار تماما. 

إقرأ: ارتفاع عدد ضحايا تفجير مقديشو إلى أكثر من 270 قتيلا

لو نظرنا لحجم الخسائر مقارنة بجرأة داعش لارتكاب جرائم كهذه أكثر من غيرها كجماعة الشباب المتطرفة والقاعدة عموما، أعتقد أن داعش كانت قد أعلنت مسؤوليتها عن التفجير، لتمثل لها أكبر إنجازٍتاريخي تنفذها جماعة إرهابية في الصومال لكنها لم تفعل.

ويرجح أحمدولي حسين أن هذا الهجوم الذي استهدفت مقديشو هو حدث سيذكره التاريخ طويلا، ويختلف عن غيره من الاعمال الإرهابية من حيث المساحة التي تأثرت بالتفجير، والخسائر التي نتجت عنها، وأيضا عن المكان الذي تم استهدافه وطبعا التوقيت الذي وقع فيه، كل هذه العوامل ساهمت أن يكون مختلفا تماما عن كل الهجمات  الارهابية التي شهدتها مقديشو.

ولو نظرنا كيف وقع الهجوم، وكيف نفذ؟ سنلاحظ أن هذا الهجوم يحمل بصمات جماعة الشباب وأنها مشابهة تماما لهجمات انتحارية سابقة تبنتها الجماعة الإرهابية، بالرغم من ذلك جماعة الشباب لم تعلن مسؤوليتها بعد، والسؤال الذي يبادر الى الذهن هو، لما الصمت حتى الآن؟ حتى لو أن جماعة الشباب ليست المدبر في هذا الهجوم لماذا لا تبرئ نفسها منه؟ او على الأقل تكشف النقاب عن الجهة المسؤولة التي ارتكبت هذا الجرم؟ في مرات سابقة اتهمت الجماعة أياد خارجية بأنها تقف وراء هجمات مماثلة حدثت في الصومال.

صحيح أن جماعة  الشباب لا تبالي بأحد بإرتكابها جرائم متعددة الأوجه ضد المدنيين، لكن أعتقد أن هذه المرة خجلوا من تبني هذه الجريمة والتي وصفت من أكثر الجرائم بشاعة في القرن الإفريقي. 

إقرأ أيضاً:

عشرات الضحايا في إنفجار هائل بقلب العاصمة الصومالية

نقص المورفين يودي بحياة 25 مليون شخص سنويا