أخبار الآن | الموصل – العراق حصري (حسام الأحبابي و وسام يوسف)

على خلفية التقدم الميداني الذي أحرزته قوات مكافحة الإرهاب العراقية و قرب إعلانها تحرير الساحل الأيسر شرقي الموصل بالكامل , باتت المعارك لا تسير بشكل جيد بالنسبة لداعش بعد تراجع أقرب الى الإنهيار تسبب به إنخفاض معنويات مقاتلي التنظيم في إثر توقف صرف رواتبهم و هو أمر نجم عن قيام المئات من المسلحين بسرقة سيارات ومعدات كان داعش يعدها للتفخيخ والتفجير.

لم يعد داعش يصرف رواتب لمقاتليه في الموصل فلا تمويل لديه من النفط وليس قادراً على فرض رسوم من الناس بعد أن تقطعت بهم سبلُ العيش بسببه إحتلاله , إنقطاع الرواتب عن مسلحي التنظيم أقلقهم لاسيما الأجانبُ منهم الذين أخذوا يتسربون من خطوط المواجهة مع عائلاتهم متجهين الى خارج المدينة , ما أدى بحسب ضباط إستخبارات عراقيين الى تعميق حالة الإنهيار التي يعانيها المقاتلون المحليون بالتزامن مع تحرير القوات العراقية مناطق الساحل الأيسر من الموصل , إذن معركة الموصل لا تسير بشكل جيد بالنسبة لداعش.

إنعدام صرف مرتبات المسلحين التي تصل الى أكثر من ثلاث مئة دولار تسبب بظهور نوعين من الظواهر يعاني منهما داعش مع مسلحيه المحليين بالموصل , الظاهرة الأولى تشير الى إنشقاق وتسرب وهروب من المعارك, أما الظاهرة الثانية فتبين تزايدَ حالات سرقة معدات وعجلات من ورش داعش المنتشرة في الموصل وهو ما أظهرته هذه الصور.

اللقطات المصورة التي حصلت عليها مؤخراً "أخبار الآن" خلال تغطياتها لعمليات تحرير الموصل تظهر أيضاً أن السرقات بين صفوف داعش لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدته الى تفكيك سيارات كان داعش يحاول أن يعدها كمفخخات ضمن أسلوبه في مواجهة القوات العراقية ما يعني ان أسلوب القتال الإنتحاري منهار لدى داعش , حيث تم نقلُ أجزاء الى أسواق تـُعرف بأسواق بيع المعدات المسروقة في الموصل.

أما الصور الأخرى فتبين شدة التحذيرات الخطية الموجهة الى المنتمين لداعش و التي كتبها قادة التنظيم على جدران ورشهم و مرائب سياراتهم , إذ يُـذكر أحدُ قادة ما تسمى بكتيبة "الإستشهاديون" وتعني الانتحاريين يـُذكر مسلحيه بعقوبة إقامة الحد على السراق والتي تشتد لتصل الى تنفيذ الإعدام بالمتهمين وفقاً لحجم السرقة ومدى تأثيرها على الوضع المالي والميداني لداعش في الموصل.

كان داعش قد أعدم العديدَ من قادته بينهم مسؤولون في ما يسمى بديوان الحسبة وأمراءُ ولايات بعد أن ثبتت عليهم تهمٌ بسرقة خزائن دواوينهم , إلا أن هذا الأمر لم يردع المئات من المنتمين لداعش الذين لجأوا الى سرقة مقار التنظيم حتى ورش تفخيخ سياراته بعد إنقطاع الرواتب عنهم و إنهيار معنويات المسلحين المحليين بعد هروب مقاتلين وقادة أجانب من المعارك بموافقة زعيم داعش نفسه "أبو بكر البغدادي" ما يعني ان خطوط القتال منهارة لدى داعش وهذا ما أوضحته المرحلة الثانية من عمليات الموصل وهو سرعة تحرير العديد من مناطق الساحل الأيسر للمدينة.

 

إقرأ أيضاً

قناصة عراقيون: مقاتلو داعش يتركون مواقعهم ويهربون من الموصل

زعيم داعش يصدر تعميماً عاجلاً بإخلاء السجون والصمود في الموصل