أخبار الآن| ريف حماه- سوريا ( علي ناصر )

يُصِرُ السوريون على النضال في سبيل قضيتهم, التي باتت على مقربة من إكمال عامها السادس, في حين يتجاهل العالمُ , أعداد القتلى الذين سقطوا على يد النظام و حلفائه.
و على ذلك أقام ناشطون سوريون و فعاليات ثورية مختلفة في قلعة المضيق بريف حماه,  معرضاً لصور الشهداء, المرفقة بسيرة كل منها, ليؤكدوا أن هؤلاء ليسوا مجرد أرقام,
يتزايد عددُ الضحايا في سوريا يومياً، و لا يزال العالم أجمع،متغاضٍ عن ما يجري، إلا أن السوريين مصرون على إثبات العكس، من خلال تخليد ذكرى الشهداء، الذين ليسوا مجرد أرقام و إحصائيات.

فعلى بعد أمتار قليلة من تمركز قوات الأسد، في قلعة المضيق بريف حماة، نظمَ ناشطون معرضا يعد الأولَ من نوعه، يضم العديدَ من صور أبناء المدينة الذين قضوا على يد النظام، إيمانا منهم أن هؤلاء باقون في الذاكرة، و ﻷلَّا تُنسى تضحياتُهم في سبيل الدفاع عن قضيتهم, حيث نُظِم هذا المعرضُ بحضور فعاليات ثورية و مدنية بالمنطقة.

وسيم الأعرج منسق المعرض يقول: نحن كمسؤولي تواصل في منظمة اليوم التالي, وضمن سلسلة النشاطات التي نعمل عليها بقلعة المضيق بريف حماة, أقمنا هذا المعرض الذي يعد الأول من نوعه, و بوجود الأهالي الذين يشاهدون صور أبنائهم معلقة على الجدران, والقاتل والذي هو النظام لا يبعد سوى 200 متر من هنا, في إحدى قلاعه, وهو الشيْ الذي يعطيهم دفعاً معنويا ليمضوا بالطريق الذي بدأوه.

جدران المعرض امتلأت بهذه الصور، التي اعتبرها كثيرون احياءاً لفلم تراجيدي يحكي مأساتَهم، فعادت بهم إلى أيام الثورة الأولى، فضلا عن أن بعض الصور مرفقٌ بقصص أصحابها، تروي مكانَ و زمانَ و نوعَ الحادثة التي قضى بها.

ويضيف عبد الحميد الشحنة وهو ناشط إعلامي وكاتب: شي مؤثر في الحقيقة و إحدى القصص التي سمعناها هي عن بطولة شاب وقف في وجه الدبابات, و صرخ بأعلى صوته, و المعرض هو لمحة جميلة جداً للتعريف

بهؤلاء الشهداء.

أحمد, و هو طفل من سكان قلعة المضيق، حضر المعرضَ، ، و راح يراجع أحداثا لا تزال عالقةً بذاكرته، و من ثم جاءت قصة صورة قديمة مر عليها نحوُ أربع سنوات، و هي قصة جده البائع و الدرج العتيق في شوارع القلعة.

 من جانبه يقول أحمد وهو طفل من سكان القلعة: كان لدي ابن عم يبلغ خمس سنوات فقط , و في أحد الأيام أرسله والده ليشتري له علبة سجائر و يشتري لنفسه ما يريد, لكن أثناء عودته و عندما وصل درج المنزل, قام الجيش

القريب من هنا بقصف منزله بقذيفة,  فأصابته مما أدى الى إستشهاده.

وعلى غير العادة لم يكن معرضُ قلعة المضيق بريف حماة كباقي المعارض التي تقام في العالم, فهو فنٌ من نوع آخر, ربما تصح تسميتُه بفن الخلود، يجرم القاتلَ بعد أن برَّأه المجتمعُ الدولي, ويبعثُ له برسائلَ عدةٍ في عقر داره، إحداها التحدي، وأخرى تتلكم عن الصمود، وثالثةٌ يقول أبناؤها بصوت عال، باقون على العهد والوعد الى نهاية الطريق.

اقرأ أيضا:
ضابط في جيش الأسد يتحول إلى أمير في تنظيم داعش

سيدة تقود الرجال لمحاربة داعش في العراق