أخبار الآن | حلب – سوريا – (يمان الخطيب )  

تواصل الطائرات الروسية وطائرات قوات الاسد شن الضربات على مدينة حلب وريفها، في استهدف ممنهج لمرافق المدينة ومستشفياتِها ومحطاتِ المياه فيها .
يأتي ذلك وسط تحذيرات من انهيار المنظومة الطبية في حلب التي اصبحت في خطر محدق، بسبب استهدافها المتواصل , والنقص الحاد في المستلزمات والمواد الطبية، حيث خرجت أهم المشافي في المدينة عن الخدمة، ويكافح القائمون على القطاع الطبي لاستمرار تقديم العلاج لآلاف الجرحى. يمان خطيب يرصد لنا في التقرير التالي حال المشافي في مدينة حلب.

لا مكان هنا لوافد جديد، ولا متسع من الوقت ليحظى الأطباء بقسط من الراحة، مئات الجرحى يتوافدون يومياً إلى ما تبقى من نقاط طبية في حلب، جلّهم يفقدون حياتهم، وآخرون يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة، لكل واحد منهم قصته.

عبد الرحمن أحدهم، بدأت قصة معاناته بعد أن سببت له شظايا قنبلة عنقودية كسوراً في الرأس ونزيفاً في الدماغ، نقل إلى مشفى لتلقي العلاج، قبل أن يقصف المشفى وينتشل مرة أخرى من تحت الأنقاض.

يقول زاكي الذي يعمل ممرضاً في قسم العناية المشددة في أحد المشافي بمدينة حلب لأخبار الآن " حالة عبد الرحمن في غاية السوء، فإصابته بحاجة إلى معدات متطورة وعناية أكبر، جناح العناية المشددة في المشفى ليس لديه القدرة على استيعاب هذا الكم الهائل من المصابين".

أينما تجولت في هذا المشفى لا ترى سوى العجز والإرهاق في عيون الأطباء والممرضين، ورائحة موت تفوح من كل اتجاه، بات القائمون على القطاع الطبي أمام خيار واحد، انتقاء الجرحى كل حسب حالته.

وتحدث الطبيب عمير لأخبار الآن " أعداد الجرحى كبير جداً، الغارة الواحدة ربما تخلّف أكثر من 50 جريحاً، علماً أن المقاتلات الحربية تغير على مدينة حلب أكثر من 100 مرة في اليوم، الحالات الميؤوس منها لا يقدم لها العلاج في المشافي، نحاول إنقاذ من تكون إصابته أقل خطورة، الأولويات هذه جاءت بسبب الضغط الكبير على القطاع الطبي".

كان يمكن لهذه الرضيعة أن تبقى على قيد الحياة لو توفرت معدات تلائم حجم الدمار في منزلها الذي تساقطت جدرانه على جسدها الغض، أخرجت الطفلة أخيراً بعد عمل استمر سبعة أيام، لكنها جثة هامدة، فيما لا زال أفراد عائلتها بين الركام، لا يعرف مصيرهم.

أحمد أحد أفراد الدفاع المدني قال في تصريح لأخبار الآن " منذ عشرة أيام بدأت الحملة العسكرية على مدينة حلب، تخللها استهداف مباشر لمراكزنا، ما أدى لخروج عدد منها عن الخدمة، إضافة لتدمير معظم الآليات، هنا في حي الكلاسة نعمل منذ نحو أسبوع على انتشال عوائل دفنت بين الركام، عقب قصف جوي".

أمام هذه الكارثة الإنسانية، تحذر أصوات باحتمالية انهيار المنظومة الطبية والاسعافية والخدمية على حد سواء، لأسباب عدّة، تعمد استهدافها من قبل المقاتلات الروسية بشكل متواصل، وليس آخراً النقص في المعدات والمستلزمات والكوادر.

أخبار الأن الحصرية:

معظمي لأخبار الآن: تبادل الخبرات مع جيراننا العرب فائدة متبادلة

زيادة فرص الاستثمار الصناعي بعد الاتفاق النووي الايراني

ناج ليبي من سجون داعش يروي قصص التعذيب فيها