أخبار الآن | تحقيق – (مرشد النايف)

لا يتورع بشار الأسد عن المضي قدما بتهريب الأموال التي نهبها من الشعب السوري الى "ملاذات آمنة" خارج البلد في الوقت الذي تتآكل فيه قطاعات الاقتصاد السوري المختلفة، وينهار سعر صرف الليرة السورية نتيجة لتوقف عجلة الإنتاج وجفاف الاحتياطي الأجنبي.

وبالرغم من عدم وجود ارقام دقيقة من حجم الأموال التي تم تهريبها الا ان البحث عن ثروات الأسد يمكن ان يقود الى المعرفة التقريبية عن المبالغ التي قام الأسد وحلفاءه الاقربين بتهريبها خشية من ساعة الصفر التي تنهي حكم مافيا الأسد لسوريا.

"ميراث" بشار من حافظ

لمن نسي ثروات الأسد وكتلة الأموال الهائلة التي يملكها "ورثها عن ابيه الملياردير حافظ الأسد" نذكّره بتقرير نشره بعد الثورة السورية بعام واحد موقع "INVESTOPEDIA" المتخصص بالمحتويات المالية، وفيه يؤكد ان ثروة عائلة الأسد (السيولات والودائع والأصول الثابتة) تصل إلى 122 مليار دولار، وهو مبلغ يساوي اكثر من ضعفي الناتج الإجمالي المحلي لسوريا لعامين متواليين، ففي عام 2010 بلغ الناتج الإجمالي المحلي نحو 60 مليار دولار فقط، في حين ان ثروة "رئيس" هذا البلد تبلع ضعفي هذا الرقم!. وفي حين ان هذا الرئيس يمتلك كل هذه الثروة تجد السوريين يبحثون عن فرصة عمل، وإذا وجدوها لا يكفيهم دخلها لمدة أسبوع، وتجد بعضهم يبحث في صناديق القمامة بحثا عما يقيم الأوَدْ.

ووفقا لمصادر متطابقة سألتها "الان" فإن بشار الأسد و العوائل المقربة منه مثل " شاليش ومخلوف" بدأوا بتهريب أموالهم-التي نهبوها من الشعب السوري طيلة اغتصاب الاسدين لسوريا- منذ العام الأول للثورة الى دول منها روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، وعدة دول من الاتحاد السوفييتي السابق التي تقع في دائرة الهيمنة الروسية حاليا.

أربعة رجال

وكانت مجلة "ايكونوميست" أعلنت ان مجمل ما تم تهريبه من سوريا في عام 2011 بلغ نحو 20 مليار دولار. وهو ما يؤكد ان عمليات التهريب لم تقتصر على الأعوام الأخيرة بل بدأت مع بداية الثورة.

وكشفت مجموعة النزاهة المالية العالمية العام الماضي، في تقرير بعنوان" التدفقات المالية غير المشروعة من البلدان النامية بين عامي 2013-2004 "ونشرته على موقعها الالكتروني أن الأموال المهربة من سوريا في تلك الفترة بلغت نحو47.6 مليار دولار.

ومعلوم ان تهريب الاموال قبل 2011 هو من التواضع لدرجة كبيرة. اذ يمكن اعتبار تحويلات السوريين العاملين في الخارج "تهريب أموال" وهذه لا تتجاوز قيمتها السنوية 800 مليون دولار، ما يعني ان زخم تهريب الأموال نشط في دوائر الاسد وبشكل ملحوظ بعد الثورة.

 ويقول مصدر مطلع في غرفة صناعة دمشق لـ"الان"، ان "الأسد ورامي مخلوف ومجموعة لصوص من عائلة شاليش وجميع المقربين منهم" لم تكن سوريا "بالنسبة اليهم سوى بقرة حلوب"، وان لا رابط "ودّ يجمعهم بها، ولذلك فان تكديس الأموال وتهريبها الى المصارف الخارجية ارتفعت وتيرته مع تهديد حكم هؤلاء خلال السنوات الأخيرة".

ولفت المصدر الى سوابق الأسد و"مدير اعماله رامي مخلوف" لتشغيل أموالهم بعيدا عن الاقتصاد السوري، الذي هو "احوج بكثير الى تلك السيولات"، ويستشهد المصدر بوثائق بنما التي كشفت تورط طفل "سوريا الأسد المدلل رامي مخلوف" بتهريب مبلغ 14.5 مليار دولار أمريكي على الأقل في العام 2006. وفي ذلك العام كانت موازنة سوريا 495 مليار ليرة سورية ( 5.8 مليار دولار).

ويعتمد بشار الأسد على أربعة رجال في إدارة أمواله وأصوله وأمواله داخل سوريا وخارجها، واولهم خاله محمد مخلوف، والد رامي مخلوف، وثانيهم زهير سحلول او كما يسمى "امير الصرافين" في دمشق، وهو رجل صرافة وله علاقات واسعة جدا في تحويل الأموال، والرجل الثالث هو رجل الاعمال نبيل الكزبري، الذي يتمتع بعلاقات صف اول مع المسؤولين الاوربيين. واخر الرجال هو فواز الأخرس، والد أسماء الأسد، وهو طبيب مقيم في إنكلترا.

والرجال الأربعة كشف عنهم موقع "ويكيليكس" في وثيقة سرية خاصة بالسفارة الأميركية في سوريا، تعود تاريخها لعام 2008. وحملت عنوان: "مهاجمة أموال بشار الأسد".