أخبار الآن | الموصل – العراق – حصري (حسام الأحبابي)

كشفت أم جنار السيدة الأيزيدية العراقية الناجية من داعش في الجزء الثاني من مأساتها مع قادة هذا التنظيم في سوريا كشفت كيف تعرضت من قبل أحد قادة داعش للاعتداء في يوم إنجابها فضلا عن قتل طفلَيها عبر تسميمها ، عقاباً على محاولتها الهروب

في الجزء الثاني من مأساة الايزيدية العراقية أم جنار التي روت قصتها "لأخبار الان", نتابع كيفية إنتقال هذه السيدة الناجية من داعش الى سجن تحت الارض في مدينة الشدادي شمال شرقي سوريا وكيف تم إنشاء ما يسمى بسوق للسبايا هناك حيث جرى بيع خمس ِ فتيات أيزيديات من قبل قيادي في داعش يدعى "عبدالله" وهو والي إحدى المناطق في الشدادي.
"أخذنا مقاتلون تابعون لوالٍ إسمه "عبدالله" الى سجن تحت الارض في منطقة الشدادي و إحتجزونا داخله لمدة يومين و هناك سجلوا أسماءنا بعدها أخرجونا من السجن ووضعونا في مقرات خاضعة لسيطرة هذا الوالي, و في اليوم التالي أنشأوا سوقا للسبايا وهناك تم بيع خمس من صديقاتي الفتيات بينهن متزوجات".

أم جنار لم يتم بيعها مع صديقاتها الأيزيديات الخمس لكن ما يسمى بالوالي "عبدالله" أبقى عليها وسجلها بإسمه ضمن ما يعرف بـ "سبايا داعش" في مدينة الشدادي الواقعة شمال شرقي سوريا.
"كنت حاملا وكان معي طفلاي الصغيران و كان عمر الولد عاما و 7 أشهر و الصبية بعمر 5 أعوام و طلبت من الوالي عبدالله عدم بيعي لكنه كتبني على إسمه و فرض علي العمل في منزله بمدينة الشدادي , وهناك قال لي إنه يريد أن يأخذني سبية له فرفضت, وبسبب رفضي أخذ يعتدي علي و يضربني أنا و أولادي و لا يطعمنا بما يكفي فشكوته لدى أمير آخر كان متواجدا في تلك المنطقة إلا أن الأخير أبلغني بأنه لا يستطيع مساعدتي لأنني سبية لدى الوالي عبدالله.

أم جنار روت أيضا تفاصيل تعرضها للاعتداء من قبل القيادي في داعش بسوريا عبدالله وكيف إعتدى عليها بعد قليل من ولادتها طفلاً في إحدى مشافي منبج حيث باعها بعد ذلك الى قيادي آخر في داعش إسمه "ابو سعيد الجزراوي" الذي لم يتردد هو الاخر في الاعتداء عليها , فحاولت الهرب بعد ذلك , إلا ان أتباع الجزراوي إعتقلوها وقتلوا أطفالها عبر تسميمهم عقاباً لها.

"نقلني الوالي عبدالله الى منبج و بعد أسبوع أخذوني الى المستشفى حيث ولدت وفي يوم ولادتي أجبرني على النوم معه برغم معاناتي من آلام الولادة بعدها منحني الى والٍ آخر إسمه "أبو سعيد الجزراوي" وقال له أن عليه التعامل مع الأولاد على أنهم "ملكٌ لداعش" أما أمُهم فهي هدية مني لك" , أخذني الجزراوي و وضعني داخل شقة أخرى في منبج حينها تمكنت من الهرب مع أطفالي خارج الشقة لكن أتباعه ألقوا القبض علي و أخذوا الاطفال مني عقابا وقاموا بتسميمهم بتهمة أنهم "أولاد الكفار" ولم يبقوا لي سوى صور لهم و هم ملفوفون بالكفن , أما طفلي الرضيع وكان بعمر 40 عاما فقد توفي على يدي من شدة البرد والجوع."

خلال فترة بقاء أم جنار عاماً لدى القيادي في داعش المكنى "أبو سعيد الجزراوي" و بعد ان فقدت أطفالها , حاولت مرارا الهروب فلم تستطع , لكنها على الاقل تمكنت من الاتصال بشقيق زوجها من هاتف إحدى ممرضات مستشفى منبج التي نـُقلت إليه إثر تدهور حالتها , و من هناك تمكنت أم جنار من الهرب.

"في أحد الايام نظرت من غرفة المشفى وإكتشفت أن الباب الرئيسة كانت مفتوحة فتمكنت حينها من الهروب أنا و إبنتي جنار التي بقيت لي و ذهبنا الى بيت و طلبت من أهله أن يحمونني و أن يسمحوا لي بالاتصال بأهلي , ثم قاموا بالاتصال باحد المهربين في منبج الذي تنقل بنا من بيت لآخر لمدة ستة أيام حتى وصلنا الى الرقة بعدها تمكن المهربُ من إيصالنا الى مدينة القامشلي و منها الى منطقة قرب الحدود الشمالية الشرقية لسوريا و من هناك تمكنا من الهرب عبر الحدود التركية على أننا هاربون من المواجهات ثم الى منطقة سنوني التابعة لسنجار".

الجرائم ضد الانسانية التي تعرض لها الأيزيديون ربما لن تكون الأخيرة بحسب منظمات أيزيدية لتوثيق الانتهاكات , فهي تؤكد أن أكثر من ثلاثة آلاف و خمس مئة أيزيدي مازالوا يقبعون تحت إحتلال داعش في العراق وسوريا , مشيرة الى أن مرحلة ما بعد تحرير الارض ربما ستكشف إنتهاكات مأساوية أخرى.

 

إقرأ أيضاً

داعش يمنع اهالي الموصل من الخروج من المدينة

أم جنار ناجية تروي مأساتها مع داعش